المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل العلماء ورفعتهم في الدنيا والآخرة - دروس الشيخ أسامة سليمان - جـ ١٧

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌طلب العلم ومأساة الأمة

- ‌أهمية طلب العلم والخروج لطلبه

- ‌منزلة الأدب من العلم

- ‌سوء فهم النصوص الشرعية من المصائب التي ألمت بالأمة

- ‌الدعوة إلى الله لا تعرف أرضاً ولا زمناً

- ‌تحري السؤال النافع والأدب فيه

- ‌الهمة العالية في طلب العلم والرحلة إليه

- ‌التناوب في طلب العلم وعدم الاعتزاز بجمع حطام الدنيا

- ‌فضل العلماء ورفعتهم في الدنيا والآخرة

- ‌طلب العلم وملازمة العلماء في الصغر والكبر

- ‌الأسئلة

- ‌وجوب الالتزام بشعائر الدين لمن أراد الجهاد في سبيل الله

- ‌حكم التصوير الفوتوغرافي

- ‌مشروعية الزيادة في الدعاء

- ‌حكم أخذ الحق من المحاكم الوضعية إذا رفض الخصم شرع الله

- ‌حكم قص الشعر بالتدريج

- ‌الكتب النافعة والمحذرة من الصوفية

- ‌وجوب حمل هم الدين وتغيير المنكر

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربتها)

- ‌حكم صلاة من وضع السجائر أمامه وأخذ يصلي والنصيحة التي توجه إليه

- ‌معتقدات الشيعة الفاسدة وأباطيلهم

- ‌التحذير من منهج الصوفية في تلقي العلم

- ‌حكم البيع والشراء في الموالد التي تشد إليها الرحال

- ‌حكم الطلاق عند الغضب والإكراه

- ‌معنى تجديد الخطاب الديني والتحذير منه

- ‌حكم الدعاء بقولك اللهم إني أدعوك بنبيك

الفصل: ‌فضل العلماء ورفعتهم في الدنيا والآخرة

‌فضل العلماء ورفعتهم في الدنيا والآخرة

دخل البخاري إلى بلد، فنثروا عليه الدراهم والدنانير، فقالت أم لابنها: من هذا يا ولدي؟! قال: ذاك محمد بن إسماعيل البخاري يا أمي! قالت: يا ولدي! هذا هو الملك لا الملك قارون.

فالعلماء هم ملوك الدنيا والآخرة، لما مات أحمد بن حنبل في بغداد شيع جنازته ألف ألف رجل أي: مليون، فانظر يا أخي في الله! إلى منزلة العالم بعد موته، ولذلك قطع موسى عليه السلام هذه المسافات من أجل أن يطلب العلم على يد ذلك العبد الصالح الذي قال عنه جمهور العلماء: أنه كان نبياً، قال تعالى:{قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف:60]، لذلك صدق من قال: الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواءُ ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئٍ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء فخذ بعلم تعش حياً به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياء إن أهل العلم إن ماتوا ماتوا لكنهم أحياء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

أيها الإخوة الكرام! ذكر الله فضل العلماء في كتابه، فقال:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11]، والعلم لا ينال براحة الجسد، وإنما ينال بجد واجتهاد وبلغة: أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان كان الإمام أحمد يكتب كتبه وصحفه من محبرته فقيل له: يا إمام! متى تترك المحبرة؟ قال: مع المحبرة إلى المقبرة.

والمعنى: لن أترك المحبرة حتى أحمل إلى المقبرة.

ص: 9