المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناظرة إبراهيم عليه السلام للنمرود - دروس الشيخ أسامة سليمان - جـ ٣٧

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌مع خليل الرحمن إبراهيم [3]

- ‌طريق الدعوة هو طريق البلاء

- ‌صبر إبراهيم عليه السلام في دعوة قومه

- ‌مناظرة إبراهيم عليه السلام لعباد الأصنام

- ‌ابتلاء إبراهيم عليه السلام بإلقائه في النار

- ‌ابتلاء إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه

- ‌مناظرة إبراهيم عليه السلام للنمرود

- ‌المدرسة العقلية وموقفها من النصوص

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من قام جنباً قبل شروق الشمس وخشي الشروق إن اغتسل

- ‌حكم الصلاة خلف من ينكر عذاب القبر

- ‌معنى العذاب الأدنى في قوله تعالى: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى)

- ‌حكم العمل في شركة تتعامل مع البنوك الربوية

- ‌حكم الحلف على عدم الصلاة في مسجد معين

- ‌حكم تارك صلوات يوم واحد عمداً

- ‌حكم حوار الحضارات

- ‌حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته وطلب الاستغفار منه

- ‌حكم زيادة سنة في شهادة الخبرة كذباً

- ‌نصيحة لشاب أقلع عن العادة السرية

- ‌حكم شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أنواع الربا

- ‌حكم الشرط الجزائي، وحكم البيع بالتقسيط

- ‌حكم تحويل الدين إلى زكاة

- ‌ما يصنعه الزوج إذا زنت الزوجة

- ‌حكم لُعَبِ الأطفال المجسمة

الفصل: ‌مناظرة إبراهيم عليه السلام للنمرود

‌مناظرة إبراهيم عليه السلام للنمرود

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: ثبت عن مجاهد أنه قال: ملك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران.

أما المؤمنان فهما سليمان بن داود عليهما السلام وذو القرنين.

وأما الكافران فهما بختنصر والنمرود بن كنعان الذي آتاه الله الملك وحاج إبراهيم في ربه.

وإلى كل ظالم أقول: ذلك الملك آتاه الله الملك، ولأن الله آتاه الملك حاج إبراهيم في ربه، فصاحب البلاء يتواضع، ولكن الذي آتاه الله الملك قد يتكبر، ولذلك فرعون قال:{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} [الزخرف:51]، فأجرى الله الأنهار من فوقه، فالجزاء من جنس العمل، والله لا يغفل سبحانه وتعالى.

فـ النمرود بن كنعان قال لإبراهيم: من ربك يا إبراهيم؟! قال: ((رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)).

ففهم النمرود إبراهيم خطأً؛ لأنه فهم أنه يملك الإحياء، أي: أنه يصدر حكماً بالعفو عمن حكم عليه بالإعدام فيكون قد أحياه، ويأتي برجل لا ذنب له ويقتله فيكون قد أماته، وهذا ليس إحياء ولا إماتة، وحتى لا يفهم بعض الحضور خطأً هذه الحجة الواهية من الملك انتقل إبراهيم عليه السلام من أمر يقبل الجدل إلى أمر لا يقبل الجدل، {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ} ، فعند ذلك {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:258].

ص: 7