الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عدالته فإن الخطر في ذلك عظيم وقد قال الله سبحانه: {ولا تقف ما ليس لك به علم} ولا ينبغي لمن يعرف نفسه أن يكون دون نملة سليمان عليه السلام في الأدب مع أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم، ألا تسمع قولها لأخواتها:{يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} فقيدت بقولها {وهم لا يشعرون} حذارا من توهم نسبته هذا الفعل إليهم عالمين، وذلك غاية الأدب. والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
الفصل الثاني فيما شجر بين الصحابة
وأما الفصل الثاني ففيما شجر بين الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - وتلخيص الكلام فيه وبيان حكم الطائفتين وهو كالتتمة للفصل الذي قبله
اعلم أن أعظم ما تداولته الألسن من الاختلاف الواقع بين الصحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - ما وقع زمن خلافة الأمير كرم الله تعالى وجهه فنشأ منه وقعتان عظيمتان
وقعة الجمل
ووقعة صفين. والأصل الأصيل لذلك قتل عثمان - رضي الله تعالى عنه -. وأنكر الهشامية تلك الوقعتين، وإنكار ذلك مكابرة لا يلقى لها سمعا لأن الخبر متواتر في جميع مراتبه.
وقعة الجمل
وتلخيص الأولى أنه لما قتل عثمان - رضي الله تعالى عنه - صبرا توجع المسلمون فسار طلحة والزبير وعائشة -وكان قد لقيها الخبر وهي مقبلة من عمرتها- نحو البصرة