المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٣٢

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌إنا وجدنا آباءنا على أمة

- ‌الحق جلي لمن أراده وطلبه

- ‌صور لرد الحق على مرور التاريخ

- ‌حكم الاحتجاج بفعل الآباء والأجداد

- ‌الإسراف تبعاً للآباء والأجداد

- ‌كشف النساء عن وجوههن بحجة عادات الآباء والأجداد

- ‌إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

- ‌العجب من التقليد في عصر التقنية والتكنولوجيا

- ‌تعطيل العقول سبب الضلالات

- ‌قصة الطفيل بن عمرو الدوسي

- ‌نهاية أتباع الآباء والأجداد

- ‌النهي عن التقليد المحموم

- ‌الاحتجاج بالأعراف والعادات على البدع والضلالات

- ‌نوح عليه السلام مع قومه

- ‌اتباع الآباء والأجداد بسبب انتشار البدع والضلالات

- ‌إبراهيم عليه السلام في معركة مع قومه

- ‌الأخذ بالاحتياط في الأمور المشتبهات

- ‌قصة موسى وهارون مع فرعون وقومه

- ‌التعصب الأعمى

- ‌بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً

- ‌الأسئلة

- ‌صحة حديث: (من لا تقية له لا دين له)

- ‌بدعة العزاء لأكثر من أسبوع

- ‌حكم السجود لطاغية من الطغاة

- ‌الاحتجاج بقصة موسى على الأخذ بدون محاورة ونقاش

- ‌حكم التدخين

- ‌حكم الموسيقى

- ‌رؤية الزوجة

- ‌مشاهدة المباريات

- ‌قضاء الصوم

- ‌رؤية الله في الجنة

- ‌حكم التهاون بالصلاة والنظر إلى النساء

- ‌حكم سب الصحابة رضوان الله عليهم

- ‌حكم الصلاة قبل دخول الوقت

- ‌التدرج في الدعوة إلى الله

الفصل: ‌إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

‌إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

أيها الإخوة: إن الإسلام ما جاء ليلغي كل أفعال الآباء والأجداد، قال صلى الله عليه وسلم:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنسخ كل ما فعلته العرب من قبله، بل أثبت أموراً كانت العرب تفعلها، وهو ما كان مشروعاً محموداً مشكوراً في القرآن والسنة؛ من الوفاء والصدق والأمانة، وإكرام الضيف، والتعاون على الحق، ونصرة المظلوم، ودفع الظالم:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

فيا أحبابنا: لنعلم تماماً أن من علمنا عنده شيئاً من عادات آبائه وأجداده، فما كان منها موافقاً لكتاب الله وسنة رسوله فنعمت الأخلاق، ونعمت الجبلة والسجايا، وما كانت مخالفة لأمر الله ورسوله، فلن ندع قول جبار السموات والأرض لعادات بشر يمرضون ويتغوطون، ويتبولون ويمتخطون، وينامون وينسون، ويسأمون ويموتون، لن ندع قول الله لقول هؤلاء، ولن ندع قول نبي معصوم لقول هؤلاء أيضاً، قال الله عز وجل في بيان حوار جميل بين إبراهيم عليه السلام وقومه الذين -أيضاً- كانوا يحتجون بالآباء والأجداد:{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأنبياء:51 - 54].

انظروا ماذا قالوا؟ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين، يبين ابن كثير رحمه الله بقوله: لم يكن لهم حجة سوى صنيع آبائهم الضُّلال، ولهذا قال:{قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأنبياء:54] أي الكلام مع آبائكم الذين احتججتم بصنيعهم كالكلام معكم فأنتم وإياهم على غير هدى وعلى غير طريق مستقيم.

ص: 7