المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسندأبي بن كعب الأنصاريرضي الله عنه - الأحاديث المختارة - جـ ٣

[ضياء الدين المقدسي]

فهرس الكتاب

- ‌مُسْنَدُطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّرضي الله عنه

- ‌مُسْنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

- ‌مُسْنَدُسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍرضي الله عنه

- ‌بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌بَكْرُ بْنُ قِرْوَاشٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

- ‌دِينَارٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌ذَكْوَانُ السَّمَّانُ أَبُو صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْجُرَشِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌زِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعْدٍرضي الله عنه

- ‌سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنٍ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو الصَّلْتِ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ابْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌عُبَيْدُ اللهِ وَقِيلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌رِوَايَةُ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلٍّ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا رضي الله عنه

- ‌عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه

- ‌قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ الْأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ عَنْ سَعْدٍرضي الله عنه

- ‌هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْأَوْدِيُّ عَنْ سَعْدٍرضي الله عنه

- ‌أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ عَنْ سَعْدٍرضي الله عنه

- ‌أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو كَثِيرٍقِيلَ: هُوَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌مُسْنَدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌مُسْنَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِرضي الله عنه

- ‌مُسْنَدُأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّرضي الله عنه

- ‌جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنهم

- ‌الْجَارُودُ بْنُ سَبْرَةَ، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو الْعَالِيَةِ رُفَيْعٌ الرِّيَاحِيُّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ الْأَسَدِيُّ أَبُو مَرْيَمَ الْكُوفِيُّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌زِيَادٌ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ صَحَابِيٌّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنهما

- ‌سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ صَحَابِيٌّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنهما

- ‌الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَصِيرٍ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ وَأَبُوهُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنهما

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أُبَيٍّ رضي الله عنهم

- ‌أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلٍّ النَّهْدِيُّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه

الفصل: ‌مسندأبي بن كعب الأنصاريرضي الله عنه

الْجُزْءُ الثَّالِثَ عَشَرَ

مِنَ

الْأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ

لِ ضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ

⦗ص: 325⦘

وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي الْمُنْذِرِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النَّجَّارِيِّ الْأَنْصَارِيِّ سَيِّدِ الْقُرَّاءِ، شَهِدَ بَدْرًا رضي الله عنه.

⦗ص: 327⦘

‌مُسْنَدُ

أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ

رضي الله عنه

⦗ص: 329⦘

أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ خَادِمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أُبَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ص: 323

1126 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ الْحَرْبِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِالْحَرْبِيَّةِ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُذْهِبُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسَيِّبِيُّ، نَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُحَدِّثُ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ

⦗ص: 330⦘

السَّلَامُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَافْتَتَحَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَافْتَحْ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ لِجِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى جَاءَ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَفَتَحَ لَهُ.

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ عليهم السلام، وَلَمْ يَثْبُتْ لِي كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ.

قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ عليه السلام وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ

⦗ص: 331⦘

بِعِيسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ.

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَرَضَ اللهُ تبارك وتعالى عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ مُوسَى: مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ تبارك وتعالى عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَقَالَ لِي مُوسَى صلى الله عليه وسلم: رَاجِعْ رَبَّكَ تبارك وتعالى، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي عز وجل فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي عز وجل فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي تبارك وتعالى، قَالَ: ثُمَّ انْطُلِقَ بِي حَتَّى أُتِيَ بِي سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، قَالَ: فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ مَا أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ: ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».

ص: 329

1127 -

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلَّالَ أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ سِبْطُ بَحْرَوَيْهِ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ، أَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ (ح).

ص: 332

1128 -

وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ» .

اللَّفْظُ وَاحِدٌ غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي يَعْلَى: وَنَزَلَ جِبْرِيلُ وَعِنْدَهُ

⦗ص: 333⦘

طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ.

سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ فَقَالَ: يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ عُقَيْلٌ وَيُونُسُ، وَاخْتُلِفَ عَنْ يُونُسَ، فَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: عَنْ يُونُسَ، عَنْ أُبَيٍّ، وَأَحْسَبُ سَقَطَ عَلَيْهِ ذَرٌّ، فَجَعَلَهُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَوَهِمَ فِيهِ.

وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَأَتَى بِهِ بِطُولِهِ.

وَرَوَى بَعْضَهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِصَّةَ النَّهَرَيْنِ، حَدَّثَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، وَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الْأَقَاوِيلُ كُلُّهَا صِحَاحًا؛ لِأَنَّ رُوَاتَهُمْ أَثْبَاتٌ.

قُلْتُ: رَوَى مُسْلِمٌ حَدِيثَ الْإِسْرَاءِ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ قَلْبَهُ، وَفِيهِ: ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ

⦗ص: 334⦘

ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ.

وَرَوَى حَدِيثَ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.

وَرَوَى حَدِيثَ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ ابْنِ مُثَنَّى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكٍ.

وَفِي كُلِّ حَدِيثٍ شَيْءٌ لَيْسَ فِي الْآخَرِ، فَأَتَى بِكُلِّ رِوَايَةٍ.

وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ يُشْبِهُ حَدِيثَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الَّذِي أَثْبَتْنَاهُ، فَلِذَلِكَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَحْسَبُهُ سَقَطَ عَلَيْهِ ذَرٌّ، غَيْرَ أَنَّ قَوْلَهُ الْأَخِيرَ عِنْدِي أَوْلَى، وَهُوَ قَوْلُهُ: وَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الْأَقَاوِيلُ كُلُّهَا صِحَاحًا؛ لِأَنَّ رُوَاتَهُمْ أَثْبَاتٌ.

قُلْتُ: وَكَوْنُ حَدِيثِ أُبَيٍّ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ، ثُمَّ الرِّوَايَةُ فِيهَا عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَيْفَ يُشْتَبَهُ ابْنُ كَعْبٍ بِذَرٍّ؟ وَإِذَا كَانَتْ قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ أَنَسٍ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْهُ، وَعَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَتَصِحُّ رِوَايَتُهُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

⦗ص: 335⦘

إِنَّمَا قَصَدْنَا مِنَ الْحَدِيثِ رِوَايَةَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنَّ رِوَايَةَ أَنَسٍ فِي آخِرِهِ قَدْ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ.

ص: 332

آخَرُ

ص: 335

1129 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيَّ أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ، أَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «قَرَأَ رَجُلٌ آيَةً فَقَرَأْتُهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السلام أَتَيَانِي، فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ:

⦗ص: 336⦘

يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ كَذَلِكَ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ جِبْرِيلُ: اقْرَأْ، وَمِيكَائِيلُ يَقُولُ: اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلٌّ شَافٍ كَافٍ».

قَدْ ذُكِرَ فِي الصَّحِيحِ بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، غَيْرَ أَنَّ فِي هَذَا ذُكِرَ

وَقَوْلُهُ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ.

ص: 335

1130 -

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَدِيبَ أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، نَا زُهَيْرٌ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «قَرَأَ رَجُلٌ آيَةً، وَقَرَأْتُهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا؟

⦗ص: 337⦘

قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَتَيَانِي، فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى ثَلَاثٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، كُلَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ يَقُولُ: اقْرَأْهُ، وَمِيكَائِيلُ يَقُولُ: اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلٌّ شَافٍ كَافٍ».

ص: 336

آخَرُ

ص: 337

1131 -

أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ الْمَعْطُوشِ بِبَغْدَادَ، أَنَّ هِبَةَ اللهِ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، أَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:«كُنْتُ أَنَا وَأُبَيٌّ وَأَبُو طَلْحَةَ جُلُوسًا، فَأَكَلْنَا لَحْمًا وَخُبْزًا، ثُمَّ دَعَوْتُ بِوَضُوءٍ، فَقَالَا: لِمَ نَتَوَضَّأُ؟ فَقُلْتُ: لِهَذَا الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْنَاهُ، فَقَالَا: أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ؟ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ» .

ص: 337