المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (منعا وهات) - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٢٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الخطوط الحمراء

- ‌قضايا في حديث: (إن الله حرم عليكم)

- ‌نبذة حول الحرمة والكراهة في الشرع

- ‌تعريف العقوق والأدلة على تحريمه

- ‌من أشعار العرب في حب الأمهات

- ‌شرح قوله صلى الله عليه وسلم: {ووأد البنات}

- ‌شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (منعاً وهات)

- ‌ذم البخل

- ‌البخل ينافي السيادة

- ‌من قصص البخلاء

- ‌ذم السؤال لغير حاجة

- ‌شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (قيل وقال)

- ‌النهي عن الإتيان بالغرائب

- ‌السؤال المحمود والمذموم

- ‌حكم إضاعة المال

- ‌من ورع الصحابة في الإنفاق

- ‌من إضاعة المال صرفه في المعاصي وكثرة البناء

- ‌خير الأمور الوسط

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاختلاف في المناهج وأساليب الدعوة

- ‌الفجوة بين العلماء وطلاب العلم

- ‌نصيحة لشباب تائبين

- ‌آخر كتاب لعائض القرني

- ‌ظاهرة الإقليمية عند طلاب العلم

- ‌علاج قلة الاطلاع

- ‌سلبية عدم التأثير في حياة بعض المشايخ

- ‌ظاهرة الجدل البيزنطي

- ‌الفظاظة في الدعوة

- ‌ظاهرة عقوق الوالدين

- ‌ضرورة تحضير الدروس

- ‌ظاهرة الانتكاس

- ‌ظاهرة التعالم

- ‌ظاهرة التفرق بين الشباب بسبب الإقليمية والشعوبية

- ‌نصيحة لحضور مجالس الذكر

الفصل: ‌شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (منعا وهات)

‌شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (منعاً وهات)

قال عليه الصلاة والسلام: {ومنعاً وهات} أي: وحرَّم الله عز وجل المنع، وهو أن تمنع الحقوق التي عليك، والحقوق منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، فالواجب كالزكاة والمستحب كالصدقة، وغيرها من الحقوق التي جعلها الله عز وجل في مال العبد، وفي خلقه، وفي شفاعتة، وفي جاهه ومنصبه ومسئوليته، فالمنع محرم، ويدخل في ذلك البخل، والبخل أذم خصلة وجدت في العبد، حتى قال الله سبحانه وتعالى ذاماً اليهود:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:64] قال ابن عباس كما في تفسير ابن كثير: بخيلة، وهم البخلاء عليهم لعنه الله.

حتى إن بعض السلف من أدبه مع الله كان إذا قرأ: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة:64] كان يقرؤها باستحياء يخفض بها صوته؛ لأنها في جانب العزة والجلالة سبحانه وتعالى، بل الله سبحانه هو الغني الجواد، وكل عبد يجود فهو من جوده سبحانه وتعالى، خزائنه لا تنفد لو أنفق ليلاً ونهاراً:{يد الله سحَّاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنها لم تغض مما في يمينه إلا كما يغيض المخيط إذا أدخل البحر} قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل:96] وقال تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً} [الإسراء:100].

ص: 7