المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية التزام الوسطية في العمل للدين - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٩٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌وسطية أهل السنة والجماعة

- ‌مقدمة عن الموت والحياة

- ‌أهل السنة وأهل البدعة وأهمية التمسك بالسنة

- ‌خصائص أهل السنة والجماعة

- ‌معنى وسطية الأمة

- ‌الوسطية في المعتقد

- ‌الوسطية في الأخلاق

- ‌الوسطية في معاملة الأنبياء

- ‌الوسطية في العلم والعبادة

- ‌وسطية أهل السنة بين الفرق

- ‌توسط أهل السنة بين الخوارج والمرجئة

- ‌توسط أهل السنة بين الرافضة والنواصب

- ‌توسط أهل السنة بين المجسمة والمعطلة

- ‌توسط أهل السنة بين أهل الرأي البحت وأهل الظاهر الصرف

- ‌توسط أهل السنة بين أهل الشهوات وأهل التصوف

- ‌توسط أهل السنة بين المفوضة والمؤولة

- ‌توسط أهل السنة بين الجفاة والغلاة

- ‌توسط أهل السنة في الأخلاق

- ‌توسط أهل السنة في العبادة

- ‌توسط أهل السنة في الجرح والتعديل

- ‌فضل مجالس العلم

- ‌ضرورة حضور مجالس العلم

- ‌ضرورة العمل لهذا الدين

- ‌أهمية التزام الوسطية في العمل للدين

- ‌وسطية الإسلام بين المناهج العصرية

- ‌أهمية فهم وسطية الإسلام

الفصل: ‌أهمية التزام الوسطية في العمل للدين

‌أهمية التزام الوسطية في العمل للدين

إن خلو منطقة من العاملين، الذين يبذلون الجهد والوقت؛ ليؤذن بخطر؛ ولذلك فأنا أقول: أيها الإخوة! ما دام الشيخ قد عدل عن هذه الفكرة وعزم على البقاء هنا من أجل المصلحة فإني أحثكم: أن تحثوا الخطا إليه مهما غلا الثمن وعز المطلب وأن تقطعوا مسافات طويلة، فإن ذلك في سبيل مرضاة الله عز وجل.

أما ما ذكره الشيخ عن الوسطية فإنه أمر نحتاج إليه دائماً لا سيما في هذه الفترة؛ لأننا نعيش في فترة انتشرت فيها الصحوة؛ لكنها تفقد في بعض الأحيان العلم الصحيح الذي يصحح المسار، ويحدد العمل؛ ولذلك نسمع في هذه الأيام تطرف وسواس تشدد، وهذا قد يوجد؛ لكنه نادر؛ وهذه الكلمات لربما تظهر من قوم فوجئوا بهذه الصحوة الإسلامية المباركة وعلى غير انتظار، وجاءهم شباب ملتزم مستقيم على دين الله بعد شرودٍ طويل فظنوا أن هذا هو التطرف، وأنا لا أنكر وجود هذا الشيء لكنه نادر جداً، بل أقل من النادر.

أما ما يقال عن الصحوة الإسلامية: بأن فيها تطرفاً فليس فيها تطرف، بل هذا هو الحق الذي غفل عنه الناس مدة طويلةً من الزمن، فعاد الحق إلى نصابه وموقعه؛ فظن بعض الغافلين، وبعض الناس الذين ليس لديهم الخبرة والمعلومات الصحيحة عن حقيقة هذا الدين أن هذا تطرف، وقد يوجد شيءٌ من ذلك.

ولذلك فكما قال الأخ: إن الأمة الإسلامية أمةٌ وسط، والله تعالى يقول:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143] ومعنى هذه الآية عند المفسرين أنهم عدول؛ لأن الوسط معناه المعتدل، كما قال الله عز وجل:{قَالَ أَوْسَطُهُمْ} [القلم:28] أي: أحسنهم رأياً، إلا أن الوسطية أيضاً يفهم منها المعنى الآخر: وهي الاعتدال بين طرفي نقيض.

فحقاً إن دين الإسلام دينٌ وسط، وهو دائماً بين طرفي نقيض سواء كان في أصوله، أو فروعه، أو سلوكه، أو أخلاقياته، أو آدابه وغير ذلك.

ص: 24