المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوقفة السادسة عشرة: النهي عن التطويل في الأسفار - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٠٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر

- ‌وقفات مع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر

- ‌الوقفة الأولى: وداع النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

- ‌الوقفة الثانية: عدم التشاؤم

- ‌الوقفة الثالثة: ذكر الله في السفر

- ‌الوقفة الرابعة: أنواع أسفار النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوقفة الخامسة: أفضل أوقات السفر

- ‌الوقفة السادسة: اختيار الأصحاب في السفر

- ‌الوقفة السابعة: كثرة الدعاء

- ‌الوقفة الثامنة: حسن الخلق

- ‌الوقفة التاسعة: أحكام الصلاة في السفر

- ‌الوقفة العاشرة: حكم الإفطار في السفر

- ‌الوقفة الحادية عشرة: أحكام المسح على الخفين

- ‌الوقفة الثانية عشرة: التيمم في السفر

- ‌الوقفة الثالثة عشرة: حكم أداء النوافل في السفر

- ‌الوقفة الرابعة عشرة: دعاء نزول المكان

- ‌الوقفة الخامسة عشرة: التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول

- ‌الوقفة السادسة عشرة: النهي عن التطويل في الأسفار

- ‌الوقفة السابعة عشرة: النهي عن الرجوع ليلاً

- ‌الوقفة الثامنة عشرة: دعاء الرجوع من السفر

- ‌الوقفة التاسعة عشرة: أول ما يفعله المسافر بعد الرجوع

- ‌الوقفة العشرون: عدم النوم في الطرقات

- ‌الوقفة الحادية والعشرون: الاجتماع عند النزول

- ‌الوقفة الثانية والعشرون: الاجتماع على الطعام

- ‌الوقفة الثالثة والعشرون: الإمارة في السفر

- ‌الوقفة الرابعة والعشرون: عدم سفر المرأة إلا مع ذي محرم

- ‌الوقفة الخامسة والعشرون: عدم استصحاب الكلب والجرس في السفر

الفصل: ‌الوقفة السادسة عشرة: النهي عن التطويل في الأسفار

‌الوقفة السادسة عشرة: النهي عن التطويل في الأسفار

المسألة السادسة عشرة: مسألة عدم التطويل في السفر بلا حاجة: ففي الحديث قال عليه الصلاة والسلام: {السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعد} أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وذكر ابن كثير في ترجمة هارون الرشيد أنه سافر ونذر على نفسه ألا يركب مركوباً في السفر إلى الحج، فكان يمشي على أقدامه، فقيل له -وقد تعب كثيراً حتى يقولون: كان يسند رأسه مرة إلى فرس ومرة إلى فرس وهو يمشي- صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: {السفر قطعة من العذاب} قال: بل العذاب قطعة من السفر.

فالمسلم ينبغي له أن إذا قضى حاجته ومقصده وطلبه؛ أن يعود إلى أهله؛ لأن السفر يمنعه طعامه وشرابه واستقراره وراحته، وهناك أمور ينبغي أن ينبه عليها؛ لأن بعض الناس قد يضيعون أوقاتهم في الأسفار التي لا طائل منها، فتتشتت قلوبهم، وقد سأل سائل ابن تيمية -في كتاب الجهاد- أي بلد أسكن؟ قال: اسكن في البلد التي تسكن فيها نفسك وتجد قلبك خاشعاً فيها.

فالمسلم يسكن في البلد ويستقر، ولا يشتت عمره في الأسفار، فإنها تشتت الأعمار.

لكن قد يُبتلى المسلم بظروف تحوجه إلى السفر، منها ضيق الرزق، فإن في السفر فتح من الله عز وجل ورزق، ولذلك سافر سفيان الثوري إلى بغداد فقالوا: مالك؟ قال: سافرت إلى بلاد سلة الخبز فيها بدرهم، ومنها أن يكون معك نكد، إما جارٌ أو صاحب، أو كُبدت في بلد.

فغرب فالتغرب فيه نفع وشرق إن بريقك قد شرقتا

ولا تلبث بأرض فيها ضيم يذيب القلب إلا أن كبلتا

فالسفر لهذه الأمور ولهذه الدواعي، ولذلك يقول المتنبي:

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هم

يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم

ص: 18