المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوقفة الثامنة: حسن الخلق - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٠٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر

- ‌وقفات مع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر

- ‌الوقفة الأولى: وداع النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

- ‌الوقفة الثانية: عدم التشاؤم

- ‌الوقفة الثالثة: ذكر الله في السفر

- ‌الوقفة الرابعة: أنواع أسفار النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوقفة الخامسة: أفضل أوقات السفر

- ‌الوقفة السادسة: اختيار الأصحاب في السفر

- ‌الوقفة السابعة: كثرة الدعاء

- ‌الوقفة الثامنة: حسن الخلق

- ‌الوقفة التاسعة: أحكام الصلاة في السفر

- ‌الوقفة العاشرة: حكم الإفطار في السفر

- ‌الوقفة الحادية عشرة: أحكام المسح على الخفين

- ‌الوقفة الثانية عشرة: التيمم في السفر

- ‌الوقفة الثالثة عشرة: حكم أداء النوافل في السفر

- ‌الوقفة الرابعة عشرة: دعاء نزول المكان

- ‌الوقفة الخامسة عشرة: التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول

- ‌الوقفة السادسة عشرة: النهي عن التطويل في الأسفار

- ‌الوقفة السابعة عشرة: النهي عن الرجوع ليلاً

- ‌الوقفة الثامنة عشرة: دعاء الرجوع من السفر

- ‌الوقفة التاسعة عشرة: أول ما يفعله المسافر بعد الرجوع

- ‌الوقفة العشرون: عدم النوم في الطرقات

- ‌الوقفة الحادية والعشرون: الاجتماع عند النزول

- ‌الوقفة الثانية والعشرون: الاجتماع على الطعام

- ‌الوقفة الثالثة والعشرون: الإمارة في السفر

- ‌الوقفة الرابعة والعشرون: عدم سفر المرأة إلا مع ذي محرم

- ‌الوقفة الخامسة والعشرون: عدم استصحاب الكلب والجرس في السفر

الفصل: ‌الوقفة الثامنة: حسن الخلق

‌الوقفة الثامنة: حسن الخلق

المسألة الثامنة: حسن الخلق والتحمل، وقد عقد له الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين فصلاً جامعاً مانعاً لا أحسن منه؛ لأن الأسفار تُظهر أخلاق الرجال.

فالرجل قد يكون حليماً مع أهله وفي بيته، ولكن إذا سافر انكشفت أموره، ولذلك لما استشهد عمر رضي الله عنه وأرضاه رجلاً قال: [[من يزكيه؟ فقام رجل من الناس يزكيه، قال: هل صاحبته في سفر؛ فإن السفر يسفر عن أخلاق الرجال، قال: لا.

قال: اجلس فإنك لا تعرفه]] وقال: هل جاورته؟ هل عاملته بالدرهم والدينار؟

إذاً: فالسفر يخرج أخلاق الرجال؛ لأنه وقت كربة ومشقة وجوع وملل، وثلاثة لا يُلامون في سوء أخلاقهم: المريض، والصائم، والمسافر.

ولذلك أمر بحسن الخلق في السفر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقاً إذا سافر.

وإذا صحبت أرى الوفاء مجسماً في بردك الأصحاب والخلطاء

وتمد حلمك للسفيه مدارياً حتى يضيق بحلمك السفهاء

فهو صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].

إذاً فحسن الخلق والتحمل، والذي لا يعرف من نفسه أنه لا يتحمل فلا يسافر مع المؤمنين.

وهذا الإمام أحمد بن حنبل، قال له علي بن المديني: سمعت أنك تريد الحج فأريد أن أحج معك، قال: لا.

حج وحدك وأحج وحدي؛ لئلا تملني أو أملك.

ص: 10