المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نقش الخاتم بآية أو ذكر لله - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٤٥

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌آداب الرسالة في الإسلام

- ‌حديث رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى

- ‌عبيد الله بن عتبة وطرف من أخباره

- ‌عبد الله بن حذافة حامل الرسالة

- ‌آداب الرسائل

- ‌البسملة

- ‌كتابة اسم المرسل

- ‌الإيجاز والوضوح

- ‌الحذر من التصحيف

- ‌من فوائد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل

- ‌حديث سرية عبد الله بن جحش

- ‌حديث نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الكتابة صفة كمال في غير النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن أمة أمية)

- ‌دليل أبي الوليد الباجي على أن النبي كان يكتب

- ‌ترجمة رجال الحديث (قتادة)

- ‌حديث اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً

- ‌محل لبس الخاتم وحكم لبسه

- ‌لبس خاتم الحديد

- ‌نقش الخاتم بآية أو ذكر لله

- ‌شرح حديث أبي واقد الليثي وما يستفاد منه

- ‌السلام على الجالسين في درس ونحوه

- ‌تحية المسجد وأحكامها

- ‌كيفية الجلوس في مجالس العلم

- ‌الأسئلة

- ‌الجلوس وسط الحلْقة

- ‌حرمة الذهب والحرير على الرجال

- ‌زينة المرأة وضوابطها

الفصل: ‌نقش الخاتم بآية أو ذكر لله

‌نقش الخاتم بآية أو ذكر لله

ومن نقش خاتمه بآية أو كلام فيه ذكر الله عز وجل، فلا يدخل به الحمام، لحديث معاذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم {كان إذا أراد أن يدخل الحمام خلع خاتمه} رواه أبو داود، وهذا الحديث معلول، قيل سبب العلة: أن الزهري لم يلق معاذاً.

وقيل: فيه راوٍ ضعيف فالحديث لا يصح، ويرى الإمام أحمد أن يجعل فص الخاتم في جهة الكف إذا كان فيه شيء مكتوب، وأن يقبض إذا دخلت الخلاء، ذكره صاحب المغني وغيره من أهل العلم، وورد فيه حديث هو أحسن سنداً من ذاك الحديث الذي فيه خلع الخاتم، فإن خلعه فلا بأس به على فرض صحة الحديث وللتأدب عند دخول الخلاء، وإن وضع الفص داخل كفه فلا بأس بذلك إن شاء الله.

ونقش الرسول صلى الله عليه وسلم على خاتمه (محمد) في سطر، و (رسول) في سطر، و (الله) في سطر، وكان يختم رسائله صلى الله عليه وسلم بذلك، ويبعثها إلى الناس فيقبلونها؛ لأنها من الرسول صلى الله عليه وسلم، فلك أن تنقش على خاتمك آية أو حديثاً كما فعل بعض أهل العلم، ولا شيء في ذلك، والعجيب أن عمران بن الحصين كان نقش خاتمه صورة أسد كما يقول صاحب سير أعلام النبلاء: وبعضكم يتساءل: كيف يضع صورة أسد على الخاتم؟ والصحيح أن هذا من الصور الممتهنة التي لا تضر إن شاء الله فيها.

لأن عائشة تقول كما في صحيح البخاري: {كان لي نمرقة فيه صور، فهتكه صلى الله عليه وسلم فجعلناه وسادتين يتكئ عليها صلى الله عليه وسلم} فإذا كانت الصورة مما يمتهن كالخاتم أو كالوسادة أو البطانية أو ما يقاربها، فالظاهر أنه لا شيء فيها، وتعودون إلى قصة عمران فإنه فعل ذلك.

والعجيب أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث معه، فلما مات أخذه أبو بكر وجعله في يده الشريفة.

فلما مات أبو بكر، أخذه عمر وتقلده، تشريفاً وتكريماً وتوقيراً، فلما مات عمر أخذه عثمان وجعله في يده، وبقي ست سنوات من حياته، فوقف عند بئر أريس فسقط منه الخاتم في البئر، فأمر بنزح بئر أريس فنزح الماء فما وجدوه أبداً، فبكى عثمان وقال: الله المستعان! فبدأت المشاكل والفتن من ذلك اليوم، حتى انتهت بقتله، وارتفع السيف في المسلمين، وتقلد كثير من الصحابة خواتيم في أيديهم للسنة، وتشريفاً لهم، ومن باب الجمال، ولا شيء فيه إن شاء الله.

ص: 20