المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌نسيان الذكر والقرآن يؤكد على تذكر المعلوم أكثر من تأكيده على - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٠٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌واجب الأمة عند نزول الغمة

- ‌حكم توثيق المحاضرات بالفيديو

- ‌أخطاء الأمة الإسلامية

- ‌الخواء العقدي

- ‌التلوث الفكري

- ‌نسبة الخطأ إلى الغير

- ‌عدم الجدية في الالتزام

- ‌الخلل في الصف

- ‌الذنوب الكبرى

- ‌الإعراض عن منهج الله

- ‌الترف

- ‌نقض الميثاق

- ‌نسيان الذكر

- ‌عدم التناصح والتناهي

- ‌العقوبات والمثلات

- ‌موت القلوب

- ‌السنين والقحط

- ‌الهلاك الظاهر: الريح، الصيحة، الغرق، الخسف

- ‌انطماس الهوية

- ‌التخلف الحضاري

- ‌أسباب الإنقاذ

- ‌العلماء والدعاة

- ‌بناية الحصون المهدمة

- ‌إعادة بناء المناهج

- ‌تحدي شبح الموت

- ‌صدق اللجوء إلى الله

- ‌التوكل على الله

- ‌التوبة النصوح

- ‌التعلق بمصادر العزة

- ‌الولاية الكبرى لله عز وجل

- ‌القدوة الخالدة محمد عليه الصلاة والسلام

- ‌ميراث الوحي

- ‌أمة الخلافة في الأرض

- ‌واجبنا نحو الجيل العائد إلى الله

- ‌حماية السلوك بالمنهج الرباني

- ‌إظهار محاسن الإسلام للأمة

- ‌الذب عن أعراض الصالحين

- ‌فتح مجال التأثير للدعاة

- ‌الأسئلة

- ‌ظاهرة الإصرار على المعاصي

- ‌محافظة المجاهد على صلاة الجماعة

- ‌الحث على التوبة والصبر والتوكل على الله

- ‌ظاهرة دراسة النظريات الجنسية

- ‌حكم الاستهزاء باللحية

- ‌حكم استماع الأغاني

- ‌ظاهرة الإرجاء وخطرها

- ‌همسات في آذان الكُتَّاب

- ‌الدعوة إلى الله في الوقت العصيب

- ‌الأذكار الخرافية

الفصل: ‌ ‌نسيان الذكر والقرآن يؤكد على تذكر المعلوم أكثر من تأكيده على

‌نسيان الذكر

والقرآن يؤكد على تذكر المعلوم أكثر من تأكيده على تعلم المجهول، وسوف يأتي شرح هذا، والمقصود بنسيان الذكر أن تنسى الأمة الذكر في العمل، ربما تحفظ القرآن، وربما تشيد بالقرآن، وربما تتسابق بالقرآن، ولكن لا يوجد العمل بالقرآن، والحياة مع القرآن فيها قصور عند الأمة.

خذ على سبيل المثال: من يسافر في الطائرة من مدينة إلى مدينة هنا في البلاد، يلمح ما يقارب مائتي راكب، يجدهم كلهم يقرءون الصحف، وقراءة الصحف شيء ضروري لمعرفة الواقع، لكن هل رأيت راكباً -وقد تعمدت أن أنظر في ذلك، ولكن ما رأيت- يقرأ قرآناً أو يفتح مصحفاً، أو عنده كتاب حديث؟ وإنما طوال الرحلة يقرأ الصحيفة يقرؤها بشحمها ودمها ولحمها، حتى إعلانات الإسمنت يقرؤها وإعلانات العطور، وما فيها من مسابقات وفوائد وطرائف ولطائف، الله أعلم بها، فنسيان الذكر موجود في حياة الأمة، وبعضهم جعل يوم الجمعة للذكر فقط، يقرأ سورة الكهف للبركة، لأننا أصبحنا مثلما قال أحد المفكرين -سلم الله يده ورفع منزلته-: أصبح القرآن هذا الذي أتى إليه أحمد بن بلا فركله من الجزائر، وأتى إليه محمد على جناح فركله من باكستان، ومصطفى كمال أتاتورك ركله من تركيا، أصبح هذا القرآن يصلح للقراءة على المصروع فقط.

ووجدنا بعض الشباب لا يصلي في المسجد، ويشرب الدخان ويتهتك في الحدود، فإذا أصابه صرع أتى إليك قال: يا شيخ! أريد أن تقرأ عليَّ، الآن احتجت إلى القرآن؟!

إن الواجب على الأمة أن تقرأ القرآن قبل أن يأتيها الجن، وألا تقرأه فقط للجن، بل تقرؤه للحياة، يصلح للزواجات والحفلات وتفتح به الندوات، وهو قرآن الحياة، قال الله:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107].

ص: 13