المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نسبة الخطأ إلى الغير - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٠٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌واجب الأمة عند نزول الغمة

- ‌حكم توثيق المحاضرات بالفيديو

- ‌أخطاء الأمة الإسلامية

- ‌الخواء العقدي

- ‌التلوث الفكري

- ‌نسبة الخطأ إلى الغير

- ‌عدم الجدية في الالتزام

- ‌الخلل في الصف

- ‌الذنوب الكبرى

- ‌الإعراض عن منهج الله

- ‌الترف

- ‌نقض الميثاق

- ‌نسيان الذكر

- ‌عدم التناصح والتناهي

- ‌العقوبات والمثلات

- ‌موت القلوب

- ‌السنين والقحط

- ‌الهلاك الظاهر: الريح، الصيحة، الغرق، الخسف

- ‌انطماس الهوية

- ‌التخلف الحضاري

- ‌أسباب الإنقاذ

- ‌العلماء والدعاة

- ‌بناية الحصون المهدمة

- ‌إعادة بناء المناهج

- ‌تحدي شبح الموت

- ‌صدق اللجوء إلى الله

- ‌التوكل على الله

- ‌التوبة النصوح

- ‌التعلق بمصادر العزة

- ‌الولاية الكبرى لله عز وجل

- ‌القدوة الخالدة محمد عليه الصلاة والسلام

- ‌ميراث الوحي

- ‌أمة الخلافة في الأرض

- ‌واجبنا نحو الجيل العائد إلى الله

- ‌حماية السلوك بالمنهج الرباني

- ‌إظهار محاسن الإسلام للأمة

- ‌الذب عن أعراض الصالحين

- ‌فتح مجال التأثير للدعاة

- ‌الأسئلة

- ‌ظاهرة الإصرار على المعاصي

- ‌محافظة المجاهد على صلاة الجماعة

- ‌الحث على التوبة والصبر والتوكل على الله

- ‌ظاهرة دراسة النظريات الجنسية

- ‌حكم الاستهزاء باللحية

- ‌حكم استماع الأغاني

- ‌ظاهرة الإرجاء وخطرها

- ‌همسات في آذان الكُتَّاب

- ‌الدعوة إلى الله في الوقت العصيب

- ‌الأذكار الخرافية

الفصل: ‌نسبة الخطأ إلى الغير

‌نسبة الخطأ إلى الغير

وتجد أن الأمة الإسلامية الآن تنسب الأخطاء إلى الغرب، ولو تناطح حماران في ساحل العاج، لقالوا: إسرائيل وراء هذين الحمارين!! ولو أتى شاب لقال: حسبنا الله على اليهود، هم الذين سُلِّطوا علينا، هم الذين أثروا علينا في منهجنا، وأثروا علينا في حياتنا!!

ومعناه أننا لم نخطئ والغرب فقط هو الذي يخطئ.

أيها الإخوة! نحن أثرنا في الآخرين أكثر مما أثر الآخرون فينا، أقولها وعندي وثائق تشهد على ذلك، من الذي دوخ الشعوب؟ ومن الذي أسقط الحكومات الجائرة كسرى وقيصر، وحكومة الهند؟ وكثير من الحكومات الشرقية؟ المسلمون.

والدليل على أننا أثرنا في العالم، أنه ما من بلد من البلدان إلا وفيه أقلية مسلمة، وفي سنة من السنوات في أيام الحج، كان عدد الحجاج من روسيا ألف حاجٍ خرجوا من موسكو يقولون: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

خرجوا من جانب جرباتشوف.

يا إخوة: لقد أثرنا في العالم بل نكسنا عروشاً، وحكمنا دولاً، وسحقنا مستعمرات، وفتحنا قلاعاً.

فلماذا أصبحنا في انهزامية؟ إننا ندافع فقط.

يقول العسكريون: أفضل طريقة للدفاع الهجوم.

أصبح كثير من الكُتَّاب عافاهم الله، فقط يردون، يسمع بالمسألة وهو جالس في البيت، فإذا سمع شبهة قام لها.

لماذا أنت لا تدمغ الباطل؟ لماذا لا تبدأ بالهجوم الكاسح بكتبك وبرسائلك وبأشرطتك؟ قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:18].

وهناك رسالة لأحد الكتبة يناقش فيها مسألة الملاعق هل لها أصل في السنة أن يأكل بها أم لا، ثم ينتقل إلى الكبك بعد عشر صفحات، ويقول: لا بد أن نرى الكبك، ما هو أصل إدخالها على المسلمين؟

الأمة تدمر في عقولها ومناهجها، ونحن في مسألة الكبك والملعقة.

أنأكل بالملعقة أو بالسكين، أو نأكل بالشوكة؟ مسألة، لكن هل نخصص لها كتاباً مجلداً أو مطبوعاً؟! لا ألوم أحداً، ولكن ألوم نفسي.

فالمسألة الآن: نسبة أخطائنا إلى الغير، وهذا من انهزاميتنا وتقهقرنا، بل كثير من الأخطاء صارت منا نحن، وأعلم أن كثيراً مما يقوله الشباب أن الأعداء كانوا وراء ذلك الحادث، وأولئك كانوا وراء تلك الحادثة وليس هذا بصحيح، ونقول لهم: هل يوجد لديكم وثائق؟ أعطونا، ويقول سبحانه وتعالى:{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} [الأنعام:148] ويقول سبحانه: {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} [البقرة:111] ليس هناك دليل.

فالانهزام الذي أصاب الأمة أن تنسب الخطأ إلى غيرها.

مشغوفة بخلاف لو أقول لها يوم الغدير لقالت ليلة الغار

ص: 6