المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التوبة النصوح التوبة النصوح: رأينا الناس في الأحداث حرصوا على إصلاح - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٠٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌واجب الأمة عند نزول الغمة

- ‌حكم توثيق المحاضرات بالفيديو

- ‌أخطاء الأمة الإسلامية

- ‌الخواء العقدي

- ‌التلوث الفكري

- ‌نسبة الخطأ إلى الغير

- ‌عدم الجدية في الالتزام

- ‌الخلل في الصف

- ‌الذنوب الكبرى

- ‌الإعراض عن منهج الله

- ‌الترف

- ‌نقض الميثاق

- ‌نسيان الذكر

- ‌عدم التناصح والتناهي

- ‌العقوبات والمثلات

- ‌موت القلوب

- ‌السنين والقحط

- ‌الهلاك الظاهر: الريح، الصيحة، الغرق، الخسف

- ‌انطماس الهوية

- ‌التخلف الحضاري

- ‌أسباب الإنقاذ

- ‌العلماء والدعاة

- ‌بناية الحصون المهدمة

- ‌إعادة بناء المناهج

- ‌تحدي شبح الموت

- ‌صدق اللجوء إلى الله

- ‌التوكل على الله

- ‌التوبة النصوح

- ‌التعلق بمصادر العزة

- ‌الولاية الكبرى لله عز وجل

- ‌القدوة الخالدة محمد عليه الصلاة والسلام

- ‌ميراث الوحي

- ‌أمة الخلافة في الأرض

- ‌واجبنا نحو الجيل العائد إلى الله

- ‌حماية السلوك بالمنهج الرباني

- ‌إظهار محاسن الإسلام للأمة

- ‌الذب عن أعراض الصالحين

- ‌فتح مجال التأثير للدعاة

- ‌الأسئلة

- ‌ظاهرة الإصرار على المعاصي

- ‌محافظة المجاهد على صلاة الجماعة

- ‌الحث على التوبة والصبر والتوكل على الله

- ‌ظاهرة دراسة النظريات الجنسية

- ‌حكم الاستهزاء باللحية

- ‌حكم استماع الأغاني

- ‌ظاهرة الإرجاء وخطرها

- ‌همسات في آذان الكُتَّاب

- ‌الدعوة إلى الله في الوقت العصيب

- ‌الأذكار الخرافية

الفصل: ‌ ‌التوبة النصوح التوبة النصوح: رأينا الناس في الأحداث حرصوا على إصلاح

‌التوبة النصوح

التوبة النصوح: رأينا الناس في الأحداث حرصوا على إصلاح أمور دنياهم، وإصلاح وضعهم المعيشي، ولكن لم نسمع بعودة الناس إلى الله عودة جادة، وهذا وقت القربات، ووقت أن يراجع الناس حسابهم مع الله عز وجل، قال تعالى:{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [بالأنعام:43] يقول سبحانه عن قوم صالحين وكانوا مسيئين فصلحوا في الكربة، قال:{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:147] محمود بن سبكتكين الذي فتح الهند، كان قبل المعركة الهائلة التي دارت رحاها في شرق الكرة الأرضية، هل تعلمون كم كان جيش محمود بن سبكتكين؟ كان ألف ألف مقاتل أي: مليون.

هذا محمود بن سبكتكين أعطاه ملك الهند كالأسطوانة وهي أصنام كبيرة من الذهب، قال: أعطيك هذه وعد عن بلادي، قال: تعطيني ماذا؟ قال: أعطيك هذه خذها لك، وعد عن بلادي، قال: عجيب! تريد أن يدعوني الله يوم القيامة: يا مشتري الأصنام؟! والله لأكسرنك ولأكسرن هذه الأصنام، ليدعوني الله يوم القيامة: يا مكسر الأصنام، فكسر رأس الملك على رأس الصنم، فيقول محمد إقبال:

كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ الحلي والدينار

إياز كان خادمه، فالتفت يستشيره يقول: ما رأيك يا إياز نأخذ الأصنام، ونعود عن بلادهم بلا قتلى، وبلا خسائر في الأرواح؟ قال: إياز: دع الله يدعوك يوم القيامة: يا مكسر الأصنام، قال: صدقت، وهذا الذي في نفسي، ويقول محمد إقبال:

محمود مثل إياز قام كلاهما لك بالعبادة تائباً مستغفراً

العبد والمولى على قدم التقى فارحم بوجهك عبد سوء في الثرى

إلى آخر ما قال.

والمقصود هنا أن العودة إليه سبحانه وتعالى نجاة.

ونور الدين محمود استغفر الله كثيراً قبل الهجوم وتاب وأناب، وقالوا: مرغ وجهه في التراب، ونقل بعض المؤرخين، أنه كان يقول في السجود: اللهم اغفر لعبدك الكلب محمود، وهذا كان من كثرة التواضع في معاركه، كان يقولها أيضاً، ليزداد من التواضع فنصره الله نصراً كاسحاً، ما سمع الدهر بمثله، نصره سبحانه في الأنفس والحياة، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} [محمد:7] نصره سبحانه في الأنفس وفي تطبيق شرعه، وإقامة البيوت على منهجه، والتأثير في المجتمع، وإعادة الناس إلى رب العالمين، والنصر الأكيد هو العمل بأسباب النصر، أما أن تبقى الأمة مكانها تراوح، ولا تزداد قرباً من الله، فهذا علامة الفشل والهزيمة، وعلامة أن يغشاها العدو والعياذ بالله، نصر الله في الأنفس بتحكيم شرعه في الحياة وبتطبيق منهجه في الناس والتأثير فيهم.

ص: 28