المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فضل القرآن إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قل هو الله أحد

- ‌فضل القرآن

- ‌أسباب نزول سورة (الإخلاص)

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى توحيد الله

- ‌دعاء الله وتوحيده

- ‌فضائل سورة الإخلاص

- ‌لماذا كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن

- ‌إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة سورة الإخلاص

- ‌النبي يوصي عبد الله بن خبيب بسورة الإخلاص

- ‌تفسير سورة الإخلاص

- ‌تفسير (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ)

- ‌تفسير (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أحد)

- ‌دروس من سورة الإخلاص

- ‌الوحدانية في حياة المسلم

- ‌الصمدانية في حياة المسلم

- ‌الرزق في حياة المسلم

- ‌تفريج الهموم في حياة المسلم

- ‌الهداية في حياة المسلم

- ‌معالم الشجاعة في سورة الإخلاص

- ‌التعريف بالواحد الأحد

- ‌لوازم سورة الإخلاص

- ‌الأسئلة

- ‌دروس للوافدين في العطلة

- ‌الموضوعات التي يفضل أن يطرقها الداعية

- ‌نصيحة لمن وقع في الخوف المحرم

- ‌النهي عن تخطي الصفوف في المسجد

- ‌حكم إسبال الثياب وحلق اللحى

- ‌كيفية الاستفادة من العطلة الصيفية

الفصل: ‌ ‌فضل القرآن إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله

‌فضل القرآن

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عنوان هذا الدرس: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).

حمداً لمن بلغنا المراما وزادنا من فضله إكراما

ثم صلاة الله تترى ما سرى برق على طيبة أو أم القرى

مع السلام يغشيان أحمدا وآله المستكملين الرشدا

شعب إذا لم يعبد الله الصمدْ ولم يردد قل هو الله أحد

لن يعرف النصر ولا لن يعرفه في ذلة وقلة ومتلفة

الله يستثير الهمم إلى كتابه، ويمدح كلامه، ويوجه الأمه إلى هذا الدستور الخالد، ويتحدى أعداءه، ويُبَكِّت خصومه، فيقول مثنياً على كتابه:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1].

ويقول سبحانه وتعالى متحدياً العروبة والعرب، وهم أهل اللسان:{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً} [الرعد:31] والجواب مسكوت، ومعنى الجواب عند أهل العلم: لكان هذا القرآن.

ويقول الله عز وجل أمام الشعراء والأدباء والخطباء: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء:88].

ويقول سبحانه وتعالى مقسماً أنه حق: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات:23].

ويقول سبحانه وتعالى منادياً للتبرك به في العمل والتلاوة والمنهجية والمدارسة والتحكيم: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:2].

وقال سبحانه وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص:29].

وبَكَّتَ سبحانه وتعالى أعداءه، ووصفهم بإقفال القلوب، وأنهم لا يفهمون ولا يفقهون ولا يعون:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].

ثم قال سبحانه وتعالى مخبراً أن غير كتابه من تأليف البشر ومن تصنيف الناس، عُرضة للنقص إلا هذا الكتاب، فقال:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82].

ثم ذكر سبحانه وتعالى أن كتابه لا يأتيه الباطل، ولا تلعب به الأهواء، وأنه ليس من صنع البشر، وليس من ولادة الطين، فقال سبحانه وتعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} [ص:29].

وقال سبحانه وتعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42].

والآيات في هذا المعنى كثيرة، ولكن الدرس هذا هو في سورة حبيبة إلى قلوبنا، لها أثر خاص، وطعم خاص، وذكريات خاصة، كان يحبها عليه الصلاة والسلام ويعيش معها، وهي تعريف بالله سبحانه وتعالى الله الناصر، القدير الواحد، المحاسب، الشهيد، يعرف نفسه للبشر، ولم يكن البشر يعرفونه، وما كانت العقول تعرف من هو الله، وما كانت العرب والعجم تتطلع إلى درجة أن تتعلق بالله، حتى علقها به رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.

ص: 2