المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير (لم يلد ولم يولد) - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قل هو الله أحد

- ‌فضل القرآن

- ‌أسباب نزول سورة (الإخلاص)

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى توحيد الله

- ‌دعاء الله وتوحيده

- ‌فضائل سورة الإخلاص

- ‌لماذا كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن

- ‌إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة سورة الإخلاص

- ‌النبي يوصي عبد الله بن خبيب بسورة الإخلاص

- ‌تفسير سورة الإخلاص

- ‌تفسير (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ)

- ‌تفسير (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أحد)

- ‌دروس من سورة الإخلاص

- ‌الوحدانية في حياة المسلم

- ‌الصمدانية في حياة المسلم

- ‌الرزق في حياة المسلم

- ‌تفريج الهموم في حياة المسلم

- ‌الهداية في حياة المسلم

- ‌معالم الشجاعة في سورة الإخلاص

- ‌التعريف بالواحد الأحد

- ‌لوازم سورة الإخلاص

- ‌الأسئلة

- ‌دروس للوافدين في العطلة

- ‌الموضوعات التي يفضل أن يطرقها الداعية

- ‌نصيحة لمن وقع في الخوف المحرم

- ‌النهي عن تخطي الصفوف في المسجد

- ‌حكم إسبال الثياب وحلق اللحى

- ‌كيفية الاستفادة من العطلة الصيفية

الفصل: ‌تفسير (لم يلد ولم يولد)

‌تفسير (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)

أما قوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:3] ففيه قضايا:

من هذه القضايا ما يلي:

القضية الأولى: لا والد لله سبحانه وتعالى ولا ولد، وليس له صاحبة.

واليهود قالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة:30].

والنصارى قالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة:30].

والمشركون قالوا: الملائكة بنات الله، فنفى الله سبحانه وتعالى عنه الولد والوالد.

{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة:30].

القضية الثانية: لماذا بدأ فقال: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:3] فبدأ بالولد، مع أن الوالد أهم؟

قالوا: لأنه لم يُقَل أحد: إن الله له والد، لم يُقَل هذا، أو لم ينتشر ولم يشتهر، وليس هناك ملة أو نحلة تقول: إن الله له والد؛ لكن اليهود يقولون: إن لله ولداً، والنصارى يقولون: إن لله ولداً، ومشركو العرب يقولون: أن لله ولداً.

ومشركو العرب {وجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ} [الزخرف:19].

والمعنى: أشهدوا خلقهم؟! هل حضروا؟ هل رأوا تركيبهم؟

وأما النصارى فقالوا: عيسى ابن الله لعنهم الله.

وقال اليهود: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة:30].

فرد الله عليهم بنفي الولد أولاً، ثم أتى بالوالد، وإلا فالوالد أهم.

قال: (لَمْ يَلِدْ) فلم يلد سبحانه وتعالى كما ولدت مريم.

(وَلَمْ يُولَدْ) كما وُلِدَ عيسى، وعزير، وقد رد سبحانه وتعالى على النصارى، واليهود، ومشركي العرب في هذه القضية التي أتوا بها.

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً} [مريم:88]: وهذا القول، ذنبٌ كبير، وليس هناك ذنب أكبر منه.

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم:88 - 95]

وهذا رد على هذه المقالة الفاجرة الخائنة، وعلى أصحابها، حسيبنا الله عليهم.

ص: 13