المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تقوى الله ومراقبته - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٣٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌من مهبط الوحي

- ‌فضل مهبط الوحي

- ‌مسئولية المدراء

- ‌مسئولية الأساتذة

- ‌الرسول المعلم

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم هو المتأثر الأول بدعوته

- ‌كان أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم باللين والحكمة

- ‌بث النبي صلى الله عليه وسلم روح الألفة والإخاء بين الناس

- ‌خطاب إلى طلاب العلم

- ‌التلازم بين العلم والإيمان

- ‌تقوى الله ومراقبته

- ‌تحصيل العلم الشرعي وثمرته

- ‌الاستغفار والتوبة

- ‌مسائل لابد من التنبيه إليها

- ‌أهمية الاهتمام بالنوافل بعد الفرائض

- ‌خطر النفرة والتباغض بين شباب الإسلام

- ‌نصائح للشباب

- ‌الأسئلة

- ‌مقولة: (هذه سنن يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها) والرد عليها

- ‌الفتور وسلبياته

- ‌معنى قول الله تعالى: وما قدروا الله حق قدره

- ‌التوبة النصوح والنجاة من الرياء

- ‌نسيان القرآن وعقوبة ذلك

- ‌تطبيق أمور الشريعة مع ضيق الوقت

- ‌صفة المكر في القرآن

- ‌الطريقة المثلى للإخلاص

- ‌حكم الغناء الماجن

- ‌الاستهزاء والسخرية بالشباب الملتزم

- ‌حكم ضرب الطلاب في المدارس

- ‌قصيدة للشيخ/ عائض

الفصل: ‌تقوى الله ومراقبته

‌تقوى الله ومراقبته

المسألة الثانية يا إخوتي في الله: رقابة الله تبارك وتعالى، وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلبة العلم، يقول في الترمذي بسند حسن لـ ابن عباس:{احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدَّة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف} ورقابة الله معناها: أن تجعل من الله رقيباً عليك، وهذه هي درجة الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفي عليه يغيب

يا من تستر بالجدران بالمعاصي! الله يراك وهو الواحد الديان، يا من وقف وراء الحيطان وظن أنه يخفى عن نظر الرحمن! الله يراك آناء الليل وأطراف النهار.

فيا أخي في الله: يا طالب العلم! لا تدنِّس عملك ولا علمك بالمعاصي فالمعاصي تدنيس للعلم، قال أحد الصالحين: نظرت نظرة لا تحل لي فقال أحد العلماء: أتنظر هذه النظرة، والله ليعاقبنَّك الله بها ولو بعد حين، قال: فنسيت القرآن بعد أربعين سنة.

{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة:13] هذا في بني إسرائيل، طلبوا العلم ونقضوا ميثاق الله، وجاهروا الله بالمعاصي، خلوا فانتهكوا المعاصي، واقترفوا حدود الله، وانتهكوا حرماته؛ فلعنهم الله وطبع على قلوبهم، ولذلك يقول سبحانه وتعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة:282].

أتدري ما هو الذكاء؟ أتدري ما هو التفوُّق العلمي؟ إنه تقوى الله عز وجل.

ترجم الذهبي لـ ابن الراوندي الملحد الزنديق، الفيلسوف الخبيث، قال: كان ذكياً ولم يكن زكياً كان يتوقد ذكاءً لكن ذهنه مظلم، وقلبه موحش، ولم تسكن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله في قلبه، ثم قال الذهبي: فلعن الله الذكاء بلا إيمان، وحيا الله البلادة بالتقوى.

ماذا يستفيد الإنسان من ذكاء لا يوصله إلى رضوان الله؟ ماذا يستفيد من شهادة لا تبلغه رضوان الله، ولا تدخله الجنة؟.

فاعمل لدار غداً رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها

قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها

فرقابة الله -يا إخوتي! - وتقوى الله هي التي تراد من هذا العلم.

ص: 11