الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنها أنني ما سمعت أحداً ذكره صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى إلا أثنى عليه خيراً: حيّاً وميتاً رحمه الله.
ومنها أنه كان من خلقه الحياء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:((الحياء لا يأتي إلا بخير)) (1). ولمسلم: ((الحياء خير كله)) (2).
فنصيحتي لإخواني الشباب الرجوع إلى الله، والاستفادة من كتاب عبد الرحمن، ومن أخلاقه وسيرته رحمه الله قبل أن يأتي أحدهم الموت وهو على غير طاعة الله تعالى.
فبادر مادام في العمر فسحةٌ
…
وعَدلك مقبول وصرفك قيم
وجد وسارع واغتنم زمن الصِّبا
…
ففي زمن الإمكان تسعى وتغنمُ
أسأل الله أن يغفر لعبد الرحمن وأخيه، وأن يجعلهما من السعداء ويجمعنا وإياهما ووالديهما في أعلى عليين، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
قاله كاتبه: سعيد بن فيصل بن شايع القحطاني
مدرسة الإمام مسلم الثانوية
لتحفيظ القرآن الكريم بالحرس الوطني
في26/ 1/1423هـ
5 - (5) صاحب الروح الطيبة والسيرة العطرة
بقلم د. سعد بن علي بن وهف القحطاني
(1) متفق عليه: البخاري، برقم 6117، ومسلم، برقم 37.
(2)
صحيح مسلم، برقم 37.
الأستاذ بجامعة الملك سعود
إلى أخي الودود أبي عبد الرحمن: وفقه الله، وربط على قلبه، وبرد حرارة مصيبته، وكسانا وإياه حلل الكرامة يوم القيامة.
أخي
…
حسبك مما فقدت من ثمرات الأفئدة ما أعده الله لك ولأمثالك في بيت الحمد في الجنة إن شاء الله تعالى.
وحسبك أيضاً أنهما هجرا ضنك الدنيا إلى جنة عرضها السموات والأرض إن شاء الله تعالى.
فإلى جنة الخلد يا عبد الرحمن إن شاء الله تعالى، صاحب الروح الطيبة، والسيرة العطرة، والمواهب المتعددة، التي كانت سرّاً كامناً لم يكتشفها الناس إلا بعد رحيلك، وهذا هو حال العظماء من الرجال، لا تعرف مكانتهم إلا بعد أن يشعر الناس بالفراغ الذي تركه رحيلهم، ولئن كنا اليوم نبكي موتك فسنظلّ نذكر الأثر الطيّب الذي تركته في نفوسنا، حتى يجمع الله بيننا وبينك في الجنة إن شاء الله تعالى، وعزاؤنا فيك أنك متّ عزيزاً، شهماً.
أطاب النفس أنك مت موتاً
…
تمنته البواقي والخوالي
رحلت ولم تر يوماً كريهاً
…
تسرُّ النفسُ فيه بالزوال
وإلى عبد الرحيم تلك الزهرة التي لم تكد تتفتح، أقول فيك ما قاله المتنبي في ابن سيف الدولة:
فإن تك في قبر فإنك في الحشا
…
وإن تك طفلاً ففعلك ليس بالطفل
ومثلك لا يُبكى على قدر سنه
…
ولكن على قدر العزيمة والأصل
اللهم ألهم والديهما الصبر والاحتساب، واجعلهما لهما حجاباً من النار، واجمعنا وإياهم جميعاً في الفردوس الأعلى في أعلى علّيين في جنات ونَهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
كتبه أخوك ومودّك أبو عبد العزيز