المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل والاختصاء - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٩٣

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌أمتي لا تنحرف [1]

- ‌دعوى تحديد النسل والترويج لها في بلاد المسلمين

- ‌المنظم الحقيقي للنسل البشري

- ‌حقائق يغفلها من يدعو إلى تحديد النسل

- ‌تحديد النسل بين مقاصد الشريعة وآراء العقلانيين

- ‌أساليب القرآن في الترغيب في كثرة النسل

- ‌بيان القرآن أن الأولاد نعمة من الله على عباده

- ‌بيان القرآن أن كثرة النسل سبب البقاء وقلة النسل سبب الفناء

- ‌بيان القرآن أن الإنجاب أعظم مقصد من مقاصد النكاح

- ‌أساليب السنة النبوية في الترغيب في كثرة النسل

- ‌التنبيه إلى أن طلب الولد من أعظم مقاصد النكاح

- ‌الحث على التزوج والإنجاب

- ‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل والاختصاء

- ‌حال الصحابة في الاستكثار من الأولاد

- ‌العزل وحكمه في الشريعة الإسلامية

- ‌الأضرار المترتبة على تناول حبوب منع الحمل

- ‌اختلاف الحكم الشرعي على تحديد النسل في الحالات الفردية عنه في الحالات العامة

- ‌الأسئلة

- ‌إدراك الركوع إدراك للركعة

- ‌منهج أهل السنة في الأحاديث التي تخبر عن أحداث آخر الزمان

- ‌استخدام الشعر في خدمة الإسلام

الفصل: ‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل والاختصاء

‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل والاختصاء

نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التبتل والاختصاء، فعن سعد رضي الله عنه قال:(أراد عثمان بن مظعون رضي الله عنه أن يتبتّل -أي: يمتنع من الزواج ويتفرغ للعبادة- فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أجاز له ذلك لاختصينا).

رواه مسلم.

قال ابن مظعون أيضاً في رواية أخرى: (يا رسول الله! ائذن لي في الاختصاء.

فقال: إن الله قد أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحاء).

وعن عبد الله رضي الله عنه قال: (كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لنا شيء) أي: ليس لنا ما نتزوج به (فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك) رواه البخاري.

فبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن العلاج بأن يبادر كل إنسان إلى النكاح، فإن عجز عن الباءة فليبادر إلى الصيام والأخذ بأسباب تقليل الشهوة، أما الجنوح في مثل هذا العناء الذي نلقاه إلى الاختصاء وتغيير خلق الله، فهذا مجرد انفعال بظروف مؤقتة سرعان ما تزول، فلنلتزم بقول الله عز وجل:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:33].

والاختصاء فيه تعذيب للنفس، وفيه إبطال لمعنى الرجولية، وفيه تغيير لخلق الله، وفيه الكفر بنعمة الرجولة، وفيه اختيار النقص على الكمال، وفيه أيضاً قطع النسل، ولهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ودخل سعد بن هشام على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقال: إني أريد أن أسألك عن التبتل، فما ترين فيه؟ قالت: فلا تفعل، أما سمعت الله عز وجل يقول:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد:38]؟ وفي رواية أنها قالت له: لا تفعل، أما تقرأ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]؟ فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ولد له.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا صرورة في الإسلام).

قيل: الصرورة: هو الشخص الذي وجد سعة وقدرة على الحج ولم يحج.

فلا يحتمل أن يكون في المسلمين رجل يقدر على الحج ثم يقصّر في ذلك، فهذا الفعل لا ينبغي أن يكون من المسلمين.

الاحتمال الثاني: أن المقصود بالصرورة: الرجل القادر على مؤن النكاح ولم يتزوج، لا لعذر ولكن كرهبانية النصارى، فيكون معناه: لا تبتّل في الإسلام.

ص: 13