المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المنظم الحقيقي للنسل البشري - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٩٣

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌أمتي لا تنحرف [1]

- ‌دعوى تحديد النسل والترويج لها في بلاد المسلمين

- ‌المنظم الحقيقي للنسل البشري

- ‌حقائق يغفلها من يدعو إلى تحديد النسل

- ‌تحديد النسل بين مقاصد الشريعة وآراء العقلانيين

- ‌أساليب القرآن في الترغيب في كثرة النسل

- ‌بيان القرآن أن الأولاد نعمة من الله على عباده

- ‌بيان القرآن أن كثرة النسل سبب البقاء وقلة النسل سبب الفناء

- ‌بيان القرآن أن الإنجاب أعظم مقصد من مقاصد النكاح

- ‌أساليب السنة النبوية في الترغيب في كثرة النسل

- ‌التنبيه إلى أن طلب الولد من أعظم مقاصد النكاح

- ‌الحث على التزوج والإنجاب

- ‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل والاختصاء

- ‌حال الصحابة في الاستكثار من الأولاد

- ‌العزل وحكمه في الشريعة الإسلامية

- ‌الأضرار المترتبة على تناول حبوب منع الحمل

- ‌اختلاف الحكم الشرعي على تحديد النسل في الحالات الفردية عنه في الحالات العامة

- ‌الأسئلة

- ‌إدراك الركوع إدراك للركعة

- ‌منهج أهل السنة في الأحاديث التي تخبر عن أحداث آخر الزمان

- ‌استخدام الشعر في خدمة الإسلام

الفصل: ‌المنظم الحقيقي للنسل البشري

‌المنظم الحقيقي للنسل البشري

وقبل أن نستمر في الموضوع نسأل: من هو المنظم الحقيقي للنسل البشري؟!

‌الجواب

أمر النسل البشري متعلق بفعل من أفعال الربوبية، فالله تبارك وتعالى هو المنظم الحقيقي لأمور هذا الكون، وهو المدبر ولا مدبر غيره تبارك وتعالى، فكما أنه هو الذي خلق فهو الذي يرزق، سواء الأكل والطعام والشراب، أو رزق الذرية وما إلى ذلك.

والله سبحانه وتعالى أوحى إلى عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49]، وأوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قوله:{وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} [الحجر:19] وقوله تبارك وتعالى في سورة الشورى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى:5049 - ].

ولو فرضنا أن هذا الأمر وُكِل إلى الناس لصار الفساد العريض في هذه الأرض.

إذاً: فالأمر لا يأتي بطريقة عشوائية، بل وراءه إرادة مدبرة، وقوة قاهرة، هي قوة الله تبارك وتعالى، فمن ذا الذي يستطيع أن ينظم هذا النسل في كل بقاع الأرض بتلك الطريقة المحكمة التي يقضي بها الله تبارك وتعالى؟! وقد زين لبعض الناس سوء عمله، فاقترح في يوم من الأيام أنه يجب معاقبة من يزيد على ثلاثة أولاد بحرمان الرابع ومن بعده من الرعاية الصحية والاجتماعية! وحرمانه من التعليم! إلى غير ذلك من هذا التهويل.

فنقول لهم: هوّنوا على أنفسكم، فلستم أنتم الذين تقومون بأمر هذا العالم، فإن الذي خلق هو الذي رزق، وكما نؤمن أنه لا خالق إلا الله، فنؤمن أيضاً أنه لا رازق إلا الله تبارك وتعالى.

ص: 3