المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإعجاب بالنفس والغرور - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٣٣

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌الحور بعد الكور

- ‌استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الحور بعد الكور

- ‌ظاهرة الصحوة والإقبال على الدين

- ‌الهداية والضلال بيد الله تعالى

- ‌أهمية الحديث عن الحور بعد الكور

- ‌أسباب ظاهرة الانتكاس

- ‌ضعف الإيمان

- ‌السير وراء الشهوات

- ‌التهاون بالمعاصي

- ‌عدم العناية بتربية النفس والصلة بالله

- ‌الغثائية وعدم القناعة

- ‌عدم الجدية

- ‌ضعف الشخصية

- ‌الإعجاب بالنفس والغرور

- ‌الغلو

- ‌عدم القدرة على استغلال الوقت

- ‌الفتن والمحن

- ‌ضغط الدنيا

- ‌وجود بعض الرواسب

- ‌الجليس والصحبة

- ‌العلاج الفردي لظاهرة الانتكاس

- ‌معرفة الأسباب والحذر منها

- ‌الخوف من الانتكاس

- ‌تقوية الإيمان والصلة بالله سبحانه وتعالى

- ‌المبادرة بتصحيح أي تقصير أو خلل

- ‌الدعاء

- ‌العلاج الجماعي لظاهرة الانتكاس

- ‌الارتقاء بالمستوى التربوي

- ‌المتابعة الدقيقة

- ‌الحرص على الاستدراك في المراحل الأولى

- ‌المناصحة

- ‌الأسئلة

- ‌معنى الحور بعد الكور

- ‌سماع الأناشيد والتعلق بالأشخاص

- ‌كيفية ترك الأصدقاء السيئين

- ‌كيفية علاج ضعف الحماس عند الصديق

- ‌التأثر بغير الملتزمين

- ‌رواسب الماضي والتلذذ بأصوات الفتيات

- ‌أثر الازدواجية في الصداقة وعلاجها

- ‌المقصود بالجهاد في آخر العنكبوت

- ‌كتب ينصح بقراءتها

- ‌مواجهة الشهوة

- ‌الالتزام الشكلي وعدم العمل للدين

الفصل: ‌الإعجاب بالنفس والغرور

‌الإعجاب بالنفس والغرور

السبب الثامن: الإعجاب بالنفس والغرور: والذي أوقع الشيطان فيما أوقعه فيه هو إعجابه بنفسه وغروره، ومهما كان عليه الإنسان من الإيمان والتقوى والصلاح فبدون تثبيت الله وتوفيق الله عز وجل لن يستطيع الثبات أبداً.

الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وكان يقول في قيام الليل:(اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، وكان يستعيذ بالله من الحور بعد الكور، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو بهذا الدعاء عبثاً، بل إن الله يقول له:{وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء:74]، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى تثبيت الله، فغيره من باب أولى.

المشكلة أن بعض الشباب يحس بأنه قد وصل إلى مرحلة استقرار، وأصبح عارفاً لكل شيء، وأنه إنسان ليس عنده أي قصور، وقد أصبح الآن بحاجة إلى أن يعطي، وليس بحاجة إلى ما يزيد إيمانه وطاعته، وعندما يشعر الإنسان بأنه اكتمل فقد بدأ النقص، وهذا ما يريده الشيطان.

فالحذر الحذر -يا شباب- من الإعجاب بالنفس، وعندما تتخيل أنك صاحب عبادة، فتذكر سيرة العباد واقرأ سير العباد لترى المسافة الشاسعة بينك وبينهم.

وعندما ترى نفسك وصلت منزلة من الورع والزهد فاقرأ سير الزهاد وأهل الورع.

وعندما تتخيل أنك بذلت جهداً في الدعوة فاقرأ سير الأنبياء، واقرأ سير السابقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم لترى المسافة الشاسعة بينك وبين أولئك، ومع ذلك كان أولئك يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل أن يثبتهم على هذا الطريق وأن يهديهم إلى الطريق المستقيم؛ فهل أنت خير منهم؟!

ص: 14