المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأدلة من الكتاب والسنة على حرمة الاحتفال بأعياد المشركين - دروس الشيخ ناصر العقل - جـ ١٣

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌أحكام الأعياد

- ‌التعريف بمفهوم العيد وبيان وقته وحكم الزيادة على الأعياد المشروعية أو النقص منها

- ‌أنواع الأعياد المحرمة وحكم المشاركة فيها

- ‌الأدلة من الكتاب والسنة على حرمة الاحتفال بأعياد المشركين

- ‌بيان العلماء في حرمة مشاركة المسلمين للكفار في أعيادهم

- ‌ظاهرة تقليد الكفار في أعيادهم دليل ضعف المقلد لهم وبيان أصناف المقلدين

- ‌أضرار تقليد المسلمين للكفار في أعيادهم

- ‌واجبنا تجاه ظاهرة تقليد الكفار ومشاركتهم في أعيادهم

- ‌كلمة أخيرة تتضمن النصيحة حول أحكام الأعياد

- ‌الأسئلة

- ‌حكم المشاركة في الاحتفالات المحرمة بأمر من الجهات المسئولة في الدولة

- ‌واجب المسلم تجاه أعياد الكفار والمشاركين فيها

- ‌حكم من أقام حفلاً مرة واحدة في حياته بمناسبة ما

- ‌حكم الاحتفال بمناسبات مادية دنيوية كعيد الشجر وغيره

- ‌حكم رد التهنئة على الكفار عند تهنئتهم لنا بأعيادهم

- ‌حكم استخدام التاريخ الميلادي وإغفال التاريخ الهجري

- ‌حكم من يخصص للعمرة يوماً محدداً من السنة

- ‌حكم إقامة الاحتفالات الجماعية للأطفال والكبار في عيدي الفطر والأضحى

- ‌حكم الاحتفال بعيد الكريسمس في بلاد المسلمين

- ‌حكم تهنئة الدول الكافرة بأعياد استقلالها

الفصل: ‌الأدلة من الكتاب والسنة على حرمة الاحتفال بأعياد المشركين

‌الأدلة من الكتاب والسنة على حرمة الاحتفال بأعياد المشركين

أما الأعياد غير المشروعة فكلها حرام، وما يحدث فيها على وجه الاهتمام والقصد فهو حرام قطعاً بالكتاب والسنة والإجماع كما أسلفت.

أما القرآن فقد قال الله تعالى في صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان:72]، قال المفسرون: إن المقصود بالزور هنا: الشعانون وأعياد الكفار، والشعانون: هي أعياد المشركين والكفار.

والمقصود بـ (يشهدون)، أي: يحضرون، فهذا دليل على أن مجرد حضور الكفار حتى للتفرج والاستطلاع حرام قطعاً؛ لأنه تعزيز لهم ومشاركة، ويدخل السرور على قلوبهم، ويشعرهم بموادة المسلمين وبولائهم لهم، وكل ذلك حرام قطعاً.

وقال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} [المائدة:48]، فالمسلمون لهم شرعتهم ومنهاجهم، وأهل الكتاب لهم شرعتهم ومناهجهم، والكفار وغيرهم لهم شرعتهم ومناهجهم، وكل أمة تختص بشريعة ومنهاج، ومما شرعه لهم الأعياد، فلا يجوز لمسلم أن يزيد أو ينقص في هذه الأعياد، ولا أن يشارك غيره مما هو من خصائص الأمم الأخرى في أعيادهم.

وأما السنة فللحديث السابق وقد ذكرته، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في السبت والأحد:(إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)، ويشير إلى عيد الأضحى، وهذا وارد في الصحيحين، وكذلك الحديث السابق هو صحيح الإسناد عند الحاكم وغيره.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم)، ومن أعظم مظاهر التشبه وأبرزها الأعياد؛ لأنها من سمات وخصائص الأمم، والمشاركة لهم في أي عيد من أعيادهم، أو التهنئة لهم، أو إعطاؤهم الفرصة ليعيدوا هو من باب التشبه بهم، وإعطاؤهم الفرصة فيما لا يجوز لهم.

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة: (خالفوا اليهود)، (خالفوا المجوس)، (خالفوا المشركين)، وكان من أبرز الأمور التي تجب فيها المخالفة الأعياد.

إذاً: فالأعياد من جملة الشرائع والمناسك التوقيفية، والله تعالى يقول:{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج:67]، فالعيد كالصلاة وكالقبلة وكالصيام، كما أن العيد من أبرز ما تتميز به الأمم، فيجب على المسلمين أن يتميزوا بأعيادهم، وأن يتميزوا بمخالفة أعياد الآخرين من الكفار والمشركين واليهود والنصارى.

ص: 4