المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين - دروس للشيخ إبراهيم الدويش - جـ ١٧

[إبراهيم الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌طريقنا للقلوب

- ‌توطئة في الأخلاق الحسنة

- ‌الغاية من كسب القلوب

- ‌أسباب تعين على حسن الخلق

- ‌العقيدة والأخلاق

- ‌واقعنا ومكارم الأخلاق

- ‌الدعاة الصامتون

- ‌الأخلاق تصنع الأعاجيب

- ‌همسة في أذن موظف

- ‌همسة في أذن المعلمين والمعلمات

- ‌هل يمكننا تغيير الأخلاق

- ‌سهام للصيد

- ‌السهم الأول: الابتسامة

- ‌السهم الثاني: البدء بالسلام

- ‌السهم الثالث: الهدية

- ‌السهم الرابع: الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع

- ‌السهم الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات وعدم مقاطعة المتحدث

- ‌السهم السادس: حسن السمت وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة

- ‌السهم السابع: بذل المعروف وقضاء الحوائج

- ‌السهم الثامن: بذل المال

- ‌السهم التاسع: إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم

- ‌السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين

- ‌السهم الحادي عشر والأخير: المداراة

- ‌الازدواجية في الأخلاق

- ‌الازدواجية في الأخلاق داخل البيت وخارجه

- ‌الازدواجية في أخلاق المرأة بين جمال الداخل والخارج

- ‌الازدواجية في الأخلاق والمعاملات

- ‌الازدواجية في الأخلاق بين حسن المظهر ووحشة المخبر

- ‌الازدواجية في الأخلاق عند بعض الصالحين

- ‌وقفة للنظر في الازدواجية

- ‌أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌خلاصة الدرس

الفصل: ‌السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين

‌السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين

فإذا أحببت أحداً، أو كانت له منزلةً خاصةً في نفسك فأخبره بذلك، فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:(إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته بمنزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة:(فإنه أبقى في الألفة وأثبت للمودة) .

لكن شرط المحبة: أن تكون لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء {الأَخِلَاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَاّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] و (المرء مع من أحب) كما قال صلى الله عليه وسلم، يعني: يوم القيامة.

إذاً: فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرق للتأثير على القلوب، فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب، فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلاناً صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة، ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه:(لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في صحيح مسلم.

أيها الإخوة! إن المشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض -وللأسف- فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب عقلي جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب، والتعلق بالأشخاص.

والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.

ص: 22