المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وقفة للنظر في الازدواجية - دروس للشيخ إبراهيم الدويش - جـ ١٧

[إبراهيم الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌طريقنا للقلوب

- ‌توطئة في الأخلاق الحسنة

- ‌الغاية من كسب القلوب

- ‌أسباب تعين على حسن الخلق

- ‌العقيدة والأخلاق

- ‌واقعنا ومكارم الأخلاق

- ‌الدعاة الصامتون

- ‌الأخلاق تصنع الأعاجيب

- ‌همسة في أذن موظف

- ‌همسة في أذن المعلمين والمعلمات

- ‌هل يمكننا تغيير الأخلاق

- ‌سهام للصيد

- ‌السهم الأول: الابتسامة

- ‌السهم الثاني: البدء بالسلام

- ‌السهم الثالث: الهدية

- ‌السهم الرابع: الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع

- ‌السهم الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات وعدم مقاطعة المتحدث

- ‌السهم السادس: حسن السمت وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة

- ‌السهم السابع: بذل المعروف وقضاء الحوائج

- ‌السهم الثامن: بذل المال

- ‌السهم التاسع: إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم

- ‌السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين

- ‌السهم الحادي عشر والأخير: المداراة

- ‌الازدواجية في الأخلاق

- ‌الازدواجية في الأخلاق داخل البيت وخارجه

- ‌الازدواجية في أخلاق المرأة بين جمال الداخل والخارج

- ‌الازدواجية في الأخلاق والمعاملات

- ‌الازدواجية في الأخلاق بين حسن المظهر ووحشة المخبر

- ‌الازدواجية في الأخلاق عند بعض الصالحين

- ‌وقفة للنظر في الازدواجية

- ‌أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌خلاصة الدرس

الفصل: ‌وقفة للنظر في الازدواجية

‌وقفة للنظر في الازدواجية

أيها الإخوة! إن تخلى المسلمون عن أخلاقهم ومبادئ عقيدتهم فليس معنى هذا أن نتهم الإسلام، أو نتردد بالالتزام بتعاليمه وشرائعه، وإلا فما معنى أن يحكم أناس مسلمون على الإسلام وعلى أهل الصدق منه بالغلو والتطرف، والغلظة والفظاظة، وسوء الخلق، لمجرد أن منتسباً للإسلام أخطأ في تصرفه، أو قوله، أو تلبس لباس الصادقين من المسلمين؟ إن من أشنع أنواع الظلم أن يؤاخذ الإنسان بخطأ غيره فإن الله عز وجل يقول:{وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164] .

أين الإنصاف؟ وأين العدل؟ والله عز وجل يقول: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8] .

لماذا نتسرع بالحكم على الجميع ونعمم الأخطاء لمجرد أخطاء فردية؟! أين هؤلاء الشانئون عن مئات وآلاف من المسلمين والمسلمات ممن نَبُلت أخلاقهم، وعزت نفوسهم؟! إنني أعرف وتعرف، وأسمع وتسمع، وأرى وترى أعداداً ليست بالقليلة، ممن ملكوا القلوب بجمال ألفاظهم، وأسروا النفوس بحسن أفعالهم، قلوب صافية، وأيد حانية، وألسن عفيفة، علم وعمل، وحب للدين والوطن، فلماذا لا يذكر هؤلاء ويشهر أمرهم ويتحدث عن نبلهم؟ لماذا ننظر بعين واحدة ونقع على الجروح فقط؟ انظر لنفسك أيها الأخ الحبيب! أيها الشاب! وأنت تشكو من هؤلاء، ألست مسلماً؟ أو لست تخطئ؟ ألست تزل؟ فلربما شكا منك الناس، فأنت تشكو وأنت تُشكى، ولكن ما أجمل أن يعذر بعضنا بعضاً، وأن نعفو عن الزلات ونستر السيئات، ونشهر الحسنات، تناصح وتغافر يطفئ نار الفرقة والاختلاف.

عامل الناس جميعاً على أنهم بشر يصيبون ويخطئون، غض الطرف وتغافل واصبر.

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي

ولك أن تسرح بخيالك لترى المجتمع وهو يعيش بهذه المعاني الجميلة، فهي من أعظم مكارم الأخلاق، فإن أبيت فاتهم ذلك الشخص ولا تعمم واتق الله! فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان.

ص: 30