المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلمة توجيهية للنساء - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١١٨

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌قوة الروح، وقوة الجسد

- ‌أهمية القوة الإيمانية وفضلها على القوة المادية

- ‌تركيب الإنسان من روح وجسد، وما يحتاجه الجسد من ضروريات

- ‌الهواء من ضرورات حياة الجسد

- ‌الماء من ضرورات حياة الجسد

- ‌الغذاء من ضرورات حياة الجسد

- ‌أهمية الإيمان وسر تكريم الإنسان

- ‌النظريات الإلحادية التي أضلت البشرية في العصر الحديث

- ‌داروين ونظريته في مراحل تطور الإنسان

- ‌فرويد ونظريته في الجنس

- ‌دور كهايم ونظريته: حتمية القطيع الجمعي

- ‌ماركس ونظريته المادية

- ‌السعادة الحقيقية الكريمة هي في الإيمان بالله

- ‌حقيقة الدنيا عند أهل السعادة

- ‌آثار قوة الروح في حصول السعادة

- ‌الضعف الروحي وعواقبه الوخيمة في الآخرة

- ‌غذاء الروح بالطاعات، ومرضه بالسيئات

- ‌الأسئلة

- ‌قوة الإيمان تكون بكثرة العمل الصالح

- ‌نصيحة في أهمية الخشوع في الصلاة

- ‌نصيحة للشباب في خضم الأحداث والفتن

- ‌أسباب الثبات على دين الله

- ‌الطريق الأمثل إلى التوبة النصوح

- ‌نصيحة لمن يدرس النظريات الفاسدة

- ‌كلمة توجيهية للنساء

الفصل: ‌كلمة توجيهية للنساء

‌كلمة توجيهية للنساء

‌السؤال

نأمل منك أن توجه كلمة للنساء لعل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها؟

‌الجواب

الحمد لله، كما أن هناك صحوة في صفوف الشباب فإن هناك صحوة في صفوف النساء والحمد لله، والمرأة لها مركز في الدين، المرأة شقيقة الرجل، يقول عليه الصلاة والسلام:(النساء شقائق الرجال) والله تعالى يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:228] ما الدرجة هذه؟ ليست أفضلية، بعضهم يستعمل هذه في غير مكانها، بل درجة مسئولية، أما الأفضلية فقد تكون المرأة أفضل منك عند الله، آسية بنت مزاحم مؤمنة وزوجها فرعون اللعين كافر، فمن الأفضل؟ آسية، أثنى الله عليها في القرآن، قال الله عز وجل:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ} [التحريم:11] يقول العلماء: إنها طلبت الجار قبل الدار: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ} [التحريم:11] ما قالت: ابن لي بيتاً في الجنة، بل قالت: عندك يا رب! أريد الجار قبل الدار: {وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11].

وزوجها الذي يقول: إنه الرب الأعلى وهي امرأة كانت من أهل الجنة، وهو كافر فهو من أهل النار.

فالقضية ليست قضية أفضلية، فرب امرأة أفضل عند الله من ملء الأرض من الرجال، ولكنها درجة مسئولية، يعني: أن الله أعطاه المسئولية عن الأسرة، مثل المدرسة عندما تأتي مدرسة البنات -مثلاً- فيهن مديرة ومدرسة وفيهن عشر مدرسات؛ هل معنى هذا أن المديرة أفضل من المدرسات كلهن؟ لا.

يمكن بعض المدرسات أفضل من المديرة: أفضل مؤهلاً، وذكاءً، وأفضل خبرة وتصرفاً، لكن خرج حظها قالوا: مديرة، نقول لها: تعالي انزلي، أنت مسئولة، هي التي توقع الدوام وتختم الدوام، والتي توقع الخطابات ومسئولة عن المدرسة، وإذا تدخل أحد تقول له: أنا مسئولة عن الأمر، وكذلك المسئول عن شركة الأسرة وعن البيت هو الرجل، فهو المدير العام للأسرة، والمرأة هي النائب، لكن يوم أن تضيع الأدوار في الأسرة وتحاول المرأة أن تأخذ دور الرجل تخرب الحياة، وتنعكس.

فوصيتنا المرأة ونحن نأمل خيراً والحمد لله أن تدرك مسئوليتها، وأن تعرف أنها درة مصونة، وأن الله أكرمها بنتاً، وأكرمها زوجة، وأكرمها أماً، وأكرمها أختاً، وأن الجاهليين أهانوها، حتى مرت في بعض الفترات في أوروبا في القرن السابع وكان الناس يتساءلون: هل المرأة إنسانة أو شيطانة؟ وهل فيها روح إنساني أو روح شيطاني؟ وإذا كان فيها روح إنساني هل هو على مرتبة الإنسان أو مرتبة أقل؟ هذه التساؤلات كانت تعيش فيها أوروبا، واليوم لما قالوا: نحررها، حرروها فدمروها، ما حرروها حقيقة بل دمروها، أخرجوها من العش الذي كانت تعيش فيه إلى أن تصبح لعبة ومنشفة يمسحون بها قذاراتهم وأوساخهم.

أما الإسلام، فانظر قول الله تعال:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىوَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب:33 - 34] ويقول في النساء: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:59] ويقول: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور:31] إلى آخر الآيات؛ لأنها غالية عند الله، المرأة رخيصة عند الجاهليين.

فنطلب من أخواتنا أن يكن على هذا المستوى من الفهم، وأن تحصل عندهن العزة بالله:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} [المنافقون:8] يقول الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر:10].

ص: 25