المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الغذاء من ضرورات حياة الجسد - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١١٨

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌قوة الروح، وقوة الجسد

- ‌أهمية القوة الإيمانية وفضلها على القوة المادية

- ‌تركيب الإنسان من روح وجسد، وما يحتاجه الجسد من ضروريات

- ‌الهواء من ضرورات حياة الجسد

- ‌الماء من ضرورات حياة الجسد

- ‌الغذاء من ضرورات حياة الجسد

- ‌أهمية الإيمان وسر تكريم الإنسان

- ‌النظريات الإلحادية التي أضلت البشرية في العصر الحديث

- ‌داروين ونظريته في مراحل تطور الإنسان

- ‌فرويد ونظريته في الجنس

- ‌دور كهايم ونظريته: حتمية القطيع الجمعي

- ‌ماركس ونظريته المادية

- ‌السعادة الحقيقية الكريمة هي في الإيمان بالله

- ‌حقيقة الدنيا عند أهل السعادة

- ‌آثار قوة الروح في حصول السعادة

- ‌الضعف الروحي وعواقبه الوخيمة في الآخرة

- ‌غذاء الروح بالطاعات، ومرضه بالسيئات

- ‌الأسئلة

- ‌قوة الإيمان تكون بكثرة العمل الصالح

- ‌نصيحة في أهمية الخشوع في الصلاة

- ‌نصيحة للشباب في خضم الأحداث والفتن

- ‌أسباب الثبات على دين الله

- ‌الطريق الأمثل إلى التوبة النصوح

- ‌نصيحة لمن يدرس النظريات الفاسدة

- ‌كلمة توجيهية للنساء

الفصل: ‌الغذاء من ضرورات حياة الجسد

‌الغذاء من ضرورات حياة الجسد

شيء ثالث من الضروريات للجسد: الغذاء.

الطعام ضروري جداً للإنسان، ولا يعيش الإنسان إلا بالهواء والماء والغذاء، ولكنه ليس مهماً كالماء، فيستطيع الإنسان أن يصبر عن الطعام مدة طويلة، تعرفون بعض الناس يضربون عن الطعام أشهراً ولا يموتون، ولذا كان خروج الطعام للإنسان من الأرض بكلفة أشد، وبتعبٍ أكثر، لماذا؟ لأنه يستطيع أن يصبر عليه، هذه ضرورات الحياة: هواء وماءٌ وغذاء، هذه ضروريات لا يستطيع الإنسان أن يعيش بغيرها، وإذا فقد الجسد هذه الضروريات الثلاث مات.

وكما أن للجسد ضرورات لا يستطيع أن يعيش إلا بها كذلك للروح ضرورات لا يستطيع الإنسان أن يعيش إلا بها، وإذا قصر في هذه الضرورات ماتت روحه، والناس في غفلة من هذا الأمر، وهذه مهمة -أيها الإخوة- ويجب أن نركز على هذا الموضوع جداً، فإذا كنا نعرف أننا مخلوقون من هذين العنصرين وأن لكل عنصرٍ غذاءه المناسب له، فلما كانت الروح من السماء كان غذاؤها من السماء، ولما كانت الجسد مخلوقة من الأرض والطين كان غذاؤها من الأرض والطين، ويوم أن نقصر في أي مادة من مواد الروح أو مادة من مواد الجسد تموت.

أجل! نحن لا بد أن نعيش حياتين متكاملتين في تنفيذٍ لمتطلبات الجسد والروح، والذي يحصل الآن في البشر أنهم يغلبون جانب الجسد ويهملون جانب الروح فتموت أرواحهم، ويعيشون بغير دين، ويوم أن يعيشوا بغير دين يحصل هناك هزة عنيفة لكيان الإنسان، ويحكم الإنسان على نفسه بأنه ليس إنساناً بل حيوان؛ لأن فيه الجانب الحيواني ممثل بجسده، والجانب الروحاني ملغى من قلبه، فهو من أجل هذا الجانب يركز عليه ومن أجل ذاك الجانب يهمله، وبالتالي يعيش حياةً مشطورة.

ص: 6