المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١٤

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌أساليب المشركين في محاربة الدعوة

- ‌فضيلة مجالس الذكر

- ‌دعوة لدراسة السيرة النبوية

- ‌محاولة التأثير على عم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إلصاق التهم والادعاءات الباطلة بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون

- ‌اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر

- ‌اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب

- ‌لجوء المشركين إلى الغمز والضحك على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تشويش المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب المعجزات

- ‌مساومة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الأسئلة

- ‌حكم التدخين

- ‌حكم الاستعانة بالأشخاص لمعرفة مكان الماء

- ‌حكم استعمال المنشطات في العمل

- ‌حكم لبس خاتم الفضة للرجال

- ‌حكم سب الله ورسوله ودينه

- ‌حكم قول: (إن شاء الله)

- ‌حكم الدعاء على الأولاد عند الغضب

- ‌حكم الكذب على الأطفال

- ‌حكم وضع الطعام في القمامة

- ‌حكم ترك النساء قراءة القرآن

- ‌حكم دخول الحائض إلى المسجد

- ‌كفارة اليمين

الفصل: ‌اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب

‌اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب

أيضاً من الاتهامات الباطلة التي رمي بها النبي صلى الله عليه وسلم: اتهامه بالكذب، وهم يعرفون أنهم كاذبون، وأن أصدق البشرية على الإطلاق هو محمد صلى الله عليه وسلم، إذ لم يعرفوا عنه كذبة واحدةً في حياته قبل الرسالة ولا بعد الرسالة، أربعين سنة ما كذب كذبة واحدة على الناس، هل يتصور أن يكذب على الله؟! ولهذا قال هرقل لـ أبي سفيان لما سأله قال: أتتهمونه بالكذب؟ قال: لا.

وأبو سفيان كان كافراً، ولو عرف أنه يكذب كذبة واحدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لقالها، لكن لا يستطيع، لماذا؟ لأنه يوجد أناس وراءه، قال هرقل: إذا كذب أخبروني.

وكان يخشى أبو سفيان أن يقول كلمة فتنقل عنه كذبة، وكانوا يتعيرون بالكذب في الجاهلية، قال هرقل بعد ذلك: سألتك هل جربتم عليه كذباً؟ فقلت: لا.

فقلت: ما كان ليدع الكذب على الناس ثم يكذب على الله، بل هو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

وكانوا يسمونه -أيضاً-: مفترٍ.

يقولون: كما قال الله عنهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} [الفرقان:4].

وقالوا: إنه يكتتب هذه الآيات، وهذه الآيات سموها أساطير، قال تعالى:{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفرقان:5] وقالوا: إن هذا الكلام ليس من عند الله وإنما يتعلمه من الناس، لكن من الذي يتعلمه منه؟ نسبوا هذا إلى رجلٍ أعجمي، كان يصنع السيوف في مكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عنده ينظر إلى صنعته قبل البعثة، فأخذوا بأثر رجعي، قالوا: نعم كان يجلس عنده إذاً هو الذي علمه.

قال الله عز وجل ليبطل هذه الشبهة: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل:103] لكن ماذا؟ {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل:103] كيف يعلمه وهو أعجمي؟! فالأعجمي لا يعرف الكلام بالعربية، وإذا تكلم تكلم بغير الفصحى، وهذا قرآن عربي بلسان مبين، وقد عجزتم أنتم أيها الفصحاء والبلغاء، ملوك البيان وأساطير الفصاحة في العالم -قريش- أن تأتوا بمثله، أو بعشر سور مفتريات من مثله، أو بسورة واحدة، ثم أقام التحدي عليهم وعلى الجن إلى يوم القيامة:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} [الإسراء:88] ليس الإنس فقط {عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء:88] كيف يأتي به من عند أعجمي؟!! انظروا الضلال والعقول المقلوبة، هذه كلها افتراءات باطلة.

ص: 8