المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السابقون إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٧٨

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌مراحل الدعوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم التقيد بالمراحل التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله

- ‌المرحلة الأولى: الدعوة السرية

- ‌ملخص الأوامر الربانية بالدعوة في سورة المدثر

- ‌الأمر بالإنذار وعدم ذكر التبشير

- ‌الأمر بتطهير الثياب والغرض منه

- ‌الأمر بهجران الذنوب والمعاصي

- ‌الأمر بالصبر عند التبليغ

- ‌استجابة الرسول لأوامر ربه وقيامه بالدعوة سراً

- ‌أوائل المستجيبين لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو بكر الصديق وحادثة الإسراء

- ‌فضل أبي بكر وجهده في الدعوة إلى الله

- ‌السابقون إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم

- ‌الدروس المستفادة من مرحلة الدعوة السرية

- ‌المرحلة الثانية: الدعوة جهراً

- ‌فوائد ودروس من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وصايا أخيرة ودروس تربوية

- ‌الأسئلة

- ‌وصايا على أبواب الاختبارات

- ‌كلمة توجيهية للنساء في الدعوة إلى الله

- ‌حكم ترك الصلاة في المسجد بعد رمضان

- ‌حكم صلاة تحية المسجد وقت الكراهة

- ‌اختصاص الأنبياء بالصلاة والسلام والصحابة بالرضوان

- ‌تنبيه على موضوع يتعلق بالعقيدة

الفصل: ‌السابقون إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم

‌السابقون إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم

يتضح -أيها الإخوة- من سجل أسماء السابقين إلى الإسلام أنهم كانوا خيرة أقوامهم، ولم يكونوا كما يذكر بعض الناس أنهم كانوا خليطاً من الضعفاء والمستضعفين والأرقاء؛ بل كانوا من خيار الناس حتى ولو كانوا موالي، وهم أصحاب عقول وبعد نظر وشجاعة وثبات على الحق؛ إذ أنه مورس في الإسلام عليهم ضغط كبير، ومع هذا لم يتزعزعوا، ولم يكونوا نفعيين، ولا أسلموا من أجل المصلحة، ولو كانوا لما صبروا على ما أوذوا.

بلال بن رباح أوذي أذىً لا يعلمه إلا الله كان يجرد من ثيابه، ويخرج به إلى الرمضاء في مكة، وحرارة مكة في الصيف لا يتحملها أحد، ثم يخلس من ثوبه، ثم يؤتى به على الأرض التي تشع مثل النار، ثم يوضع على صدره الحجارة، ثم يسحب جلده على الأرض وما بينه وبين الأرض شيء، على أن يرجع عن دين الله، فيقول: أحد أحد ما رأيكم في هذا الرجل؟ هذا قمة في الإيمان وجبل في الدين، ما ثبت على هذا إلا لعظمته في قلبه، حتى قال عليه الصلاة والسلام له:(إيه يا بلال إني لأسمع خشخشة نعليك في الجنة، فماذا تعمل؟ قال: لا شيء يا رسول الله! غير أني كلما أحدثت توضأت، وكلما توضأت صليت لله ركعتين) طاهر دائماً لا يرضى أن يكون على حدث، وهذا فيه إشارة إلى أن المسلم دائماً يكون على وضوء؛ لأن الوضوء سلاح المؤمن، كلما أحدثت لا تخرج وأنت على حدث بل توضأ ولا يكلفك شيئاً، وذلك لأنك قد تفاجأ بالصلاة أو بمصحف تقرأ فيه، أو تفاجأ بأي أمر وإذا بك جاهز، الوضوء سلاح المؤمن، فكن دائماً طاهراً، وإذا جئت لتنام فنم على طهارة، وإذا خرجت من بيتك فكن طاهراً، لا تبقى على حدث لا أصغر ولا أكبر؛ لأنك بهذا تكون جاهزاً ومستعداً لممارسة أي نوع من أنواع العبادة ولا تتردد، فقد تمر على مسجد وترى الناس يدخلون فتدخل، ولا يوجد ماء لكن أنت متوضئ والحمد لله.

ص: 13