المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ملخص الأوامر الربانية بالدعوة في سورة المدثر - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٧٨

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌مراحل الدعوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم التقيد بالمراحل التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله

- ‌المرحلة الأولى: الدعوة السرية

- ‌ملخص الأوامر الربانية بالدعوة في سورة المدثر

- ‌الأمر بالإنذار وعدم ذكر التبشير

- ‌الأمر بتطهير الثياب والغرض منه

- ‌الأمر بهجران الذنوب والمعاصي

- ‌الأمر بالصبر عند التبليغ

- ‌استجابة الرسول لأوامر ربه وقيامه بالدعوة سراً

- ‌أوائل المستجيبين لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو بكر الصديق وحادثة الإسراء

- ‌فضل أبي بكر وجهده في الدعوة إلى الله

- ‌السابقون إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم

- ‌الدروس المستفادة من مرحلة الدعوة السرية

- ‌المرحلة الثانية: الدعوة جهراً

- ‌فوائد ودروس من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وصايا أخيرة ودروس تربوية

- ‌الأسئلة

- ‌وصايا على أبواب الاختبارات

- ‌كلمة توجيهية للنساء في الدعوة إلى الله

- ‌حكم ترك الصلاة في المسجد بعد رمضان

- ‌حكم صلاة تحية المسجد وقت الكراهة

- ‌اختصاص الأنبياء بالصلاة والسلام والصحابة بالرضوان

- ‌تنبيه على موضوع يتعلق بالعقيدة

الفصل: ‌ملخص الأوامر الربانية بالدعوة في سورة المدثر

‌ملخص الأوامر الربانية بالدعوة في سورة المدثر

لقد لخصت هذه الآيات مضمون الدعوة التي أنيط بالنبي صلى الله عليه وسلم تبليغها إلى الناس، ولا تكاد جميع السور المكية تخرج عن إطار هذه الآيات التي جاءت في أول سورة المدثر.

ففي قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1] المدثر: الذي أخذ دثاره وتلحف بثيابه، وجلس يريد الراحة والسكينة، ويريد الجلوس والأنس، جاءت هذه الآيات لتشير إلى أن زمن التدثر والخلود إلى الراحة، والأنس والسكينة، والجلوس في البيت مع الزوجة والأولاد والأبناء قد ولى، وجاء زمن المجاهدة بكل أبعاده المادية والمعنوية.

والإنسان -أيها الإخوة- يشعر بعظم المسئولية وضخامة الرسالة التي كلف بها النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قاس نفسه وهو يجد الصعوبة ويفشل -أحياناً- في تربية أولاده في بيته، إذا كان عنده ولدان أو ثلاثة أو أربعة ومثلهم بنات، ثم يجد أن هذا فشل في تربيته، وتلك فشل في تربيتها، فيشعر بالمسئولية الكبيرة التي أنيطت بالنبي صلى الله عليه وسلم في هداية العالمين.

ليس في تربية بيته، ولا هداية قبيلته، ولا هداية مدينته، ولا الجزيرة العربية، وإنما {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ:28] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] فيكلف بهذه الرسالة ثم يحملها صلوات الله وسلامه عليه، فيربيه الله عز وجل ويؤهله حتى يؤديها، ويستطيع القيام بها من أول لحظة، وهو يقول:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1] انتهى، لا يوجد تدثر ولا جلوس الآن.

ص: 4