المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأمر بهجران الذنوب والمعاصي - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٧٨

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌مراحل الدعوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم التقيد بالمراحل التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله

- ‌المرحلة الأولى: الدعوة السرية

- ‌ملخص الأوامر الربانية بالدعوة في سورة المدثر

- ‌الأمر بالإنذار وعدم ذكر التبشير

- ‌الأمر بتطهير الثياب والغرض منه

- ‌الأمر بهجران الذنوب والمعاصي

- ‌الأمر بالصبر عند التبليغ

- ‌استجابة الرسول لأوامر ربه وقيامه بالدعوة سراً

- ‌أوائل المستجيبين لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو بكر الصديق وحادثة الإسراء

- ‌فضل أبي بكر وجهده في الدعوة إلى الله

- ‌السابقون إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم

- ‌الدروس المستفادة من مرحلة الدعوة السرية

- ‌المرحلة الثانية: الدعوة جهراً

- ‌فوائد ودروس من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وصايا أخيرة ودروس تربوية

- ‌الأسئلة

- ‌وصايا على أبواب الاختبارات

- ‌كلمة توجيهية للنساء في الدعوة إلى الله

- ‌حكم ترك الصلاة في المسجد بعد رمضان

- ‌حكم صلاة تحية المسجد وقت الكراهة

- ‌اختصاص الأنبياء بالصلاة والسلام والصحابة بالرضوان

- ‌تنبيه على موضوع يتعلق بالعقيدة

الفصل: ‌الأمر بهجران الذنوب والمعاصي

‌الأمر بهجران الذنوب والمعاصي

قال عز وجل: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر:5] الرجز: الشرك والمعاصي والذنوب والآثام، وفي هذه العبارة إشارة إلى أن توحيد الخالق يقتضي ويتطلب عدم تعظيم أو تقديس أي شيء لا يخضع لخالق الكون والحياة، ولا يعترف بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات لله، وأن المسلم ينبغي له أن يهجره.

ثم قال عز وجل: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6] وفي هذا إشارة إلى أن ما خص به من منع إعطاء الشيء ابتغاء شيء أكثر هو أنه مقرون بأجمل الأخلاق وأشرف الآداب، ليكون مثلاً أعلى للبشرية؛ لأنه يدعوها إلى مكارم الأخلاق، ولقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وقد أوتي صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق أرفع قدر وأعلى نسبة، فإن الكمالات البشرية الموزعة على جميع الأنبياء والرسل وعلى جميع الناس، لم تجمع لشخص واحد إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم، حتى قال الله له بشهادة ربانية عالمية:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] من قائل هذا الكلام؟ إنه الله، الله يشهد له ويقول: يا محمد! إنك لعلى خلق عظيم، عظيم عندي وعندك، ليس عند الله فقط، فيا لها من شهادة! ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:(كان خلقه القرآن) من أراد أن يعرف أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فليقرأ القرآن، القرآن يحتوي على أفضل الكمالات، وهي مترجمة كاملة في تطبيق وسلوك وأخلاق وتعامل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

ص: 7