المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفجير البحار وتسجيرها - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٨

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌من أهوال يوم القيامة

- ‌الإيمان وأهميته

- ‌عظم قدر نعمة الإيمان على البشر

- ‌المحافظة على النعمة تكون بشكرها

- ‌وجوب الحفاظ على نعمة الإيمان

- ‌عقوبة التفريط في كنز الإيمان

- ‌يوم القيامة وأهواله

- ‌وصف الله له بالعظمة

- ‌إخبار الله عن شدة الخوف والفزع فيه

- ‌انقطاع الأنساب والأسباب فيه

- ‌محاولة الافتداء منه بملء الأرض ذهباً

- ‌طول هذا اليوم وشدته

- ‌أهوال يوم القيامة

- ‌دك الجبال ونسفها

- ‌تفجير البحار وتسجيرها

- ‌مور الأرض واضطرابها

- ‌تكوير الشمس وتدميرها

- ‌الأسئلة

- ‌ما يجب على التائب بعد التوبة

- ‌التحذير من رفقاء السوء

- ‌حكم الجهر بالبسملة وحكم إسرارها

- ‌صفة الطفل الذي لم يظهر على عورات النساء

- ‌وجوب تعليم الأم ونصيحتها

- ‌حكم مزاحمة الناس في الصف الأول

- ‌حكم تنشيف اليد بعد الوضوء

- ‌حكم تأخير صلاة الفجر عن وقت الجماعة

- ‌حكم الهجر فوق ثلاث ليال

- ‌حكم إيذاء المصلين بالروائح الكريهة

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم مشاهدة المصارعة

- ‌حكم الاستعاذة في كل ركعة

- ‌حكم التلاعب بالصلاة وعدم الخشوع

- ‌إدراك الركعة لمن لم يقرأ الفاتحة

- ‌حكم من أحدث في الصلاة

- ‌أدلة تحريم تعاطي الدخان

الفصل: ‌تفجير البحار وتسجيرها

‌تفجير البحار وتسجيرها

من الأهوال العظيمة: تفجير البحار، هذه البحار التي أمامنا الآن يحولها الله عز وجل يوم القيامة إلى مادة مشتعلة (كالبنزين) كيف؟! كيف طلع لنا البترول الآن؟! البترول أو المادة المشتعلة التي عليها الآن حياة البشر بإذن الله، هذه -كما يقولون- كانت مواداً عضوية في وسط البحار وكان فيها أشجار وحيوانات ومواد حية، وبعد ذلك مع التغيرات الكونية في الأرض انطمرت تحت الأرض ثم ضغطت عليها ثم تحولت في باطن الأرض بقوة وحرارة الأرض وما فيها من صهر للمواد العضوية، ثم ظهر البترول الذي تحرقه.

فهذه البحار يوم القيامة يحولها الله عز وجل إلى نار حمراء، البحار كلها تكون ناراً حمراء، لا إله إلا الله! البحر الأحمر هذا الذي ترونه الآن في الخريطة، لما تنظر إلى خريطة المملكة العربية السعودية تجد أن البحر الأحمر يمتد من الشمال بفرعيه خليج العقبة وخليج السويس، ثم يمشي هكذا خط صغير إلى أسفل البحر عند مضيق باب المندب ثم ينحني إلى البحر العربي ثم يلف إلى الخليج العربي هذه كلها بسيطة، لكن لو أتيت تقطع البحر الأحمر من طرفه إلى طرفه تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أيام بالباخرة، وهو في الخريطة لا يزيد على اثنين (سانتي)، حسناً انظر للذي يسافر إلى أمريكا وهو يخرج من أوروبا كم يقطع إلى أمريكا، يمشي ست ساعات لا يرى إلا المحيط الأطلسي، ست ساعات على طائرات (البويونج) الكبيرة الضخمة التي سرعتها (1200كم) في الساعة، يعني سبعة أو ثمانية آلاف كيلو تمشيها على البحر، هذه البحار كلها ستكون يوم القيامة نار حمراء، حسناً إذا صارت هذه ناراً كيف أنت وأنا ذاك اليوم؟! لا إله إلا الله! هذه البحار التي تغطي الجزء الأعظم من أرضنا؛ لأنها ثلاثة أخماس الأرض.

الأرض خمسة أخماس، ثلاثة منها ماء، واثنين يابس، ويعيش في باطنها الكميات الهائلة التي لا يتصورها العقل من الكائنات، وتمشي فوقها السفن، وتعبرها البواخر، وتعيش في بطنها الغواصات، هذا علمناه في هذا العصر، علمنا في هذا العصر هول الانفجار الذي يحصل عند خلخلة النظام والتوازن الكهربائي في ذرة واحدة من ذرات اليورانيوم.

اليورانيوم هو: مادة من المواد الصلبة المعدنية في داخلها إلكترونات كثيرة تصل إلى خمسين أو ستين إلكتروناً وتدور هذه الإلكترونات دوراناً عكس عقارب الساعة حول النواة، وبعد ذلك فيها معادلة كهربائية هذه سالبة وهذه موجبة، استطاعوا أن يخلخلوا هذه المعادلة فحصل انفجار في الذرة، هذا الانفجار يحصل به الآن تدمير يسمونه تفجير الذرة، أي: الموت والهلاك، إذا كان تفجير الذرة يسبب للبشر الهلاك كيف بتفجير البحر؟! ذرات الماء كل الماء الذي في البحار هذا تتفجر ويخلخل فيها النظام الكهربائي، وتتحول إلى طاقة تدمير لا يعلمها إلا الله، يقول الله عز وجل:{وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار:3] كأن البحر قنبلة فجرت، وفي آية ثانية يقول:{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] أي: أشعلت، هذه آية من آيات الله.

لا إله إلا الله!!

ص: 15