المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌إهلاك قارون ما الذي خسف بـ قارون؟ يقول الله: {إِنَّ قَارُونَ - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٩

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌عقوبات الذنوب والمعاصي

- ‌سنة الله في الثواب والعقاب

- ‌تأملات قرآنية من سورة الأنعام

- ‌قبسات من نور الربوبية في سورة الأنعام

- ‌نظرة إلى أصل الوجود الإنساني تقرر وجود الخالق

- ‌تكفير الله لمنكري الألوهية

- ‌حرص الملاحدة على عزل الدين من حياة المسلمين

- ‌حياة المؤمن هي بحياة روحه

- ‌عاقبة المستهزئين كما وردت في سورة الأنعام

- ‌معنى قوله تعالى: (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم)

- ‌معنى قوله تعالى: (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن)

- ‌العقاب سنة الله فيمن عصاه من الأمم

- ‌الذنوب مهلكة لأصحابها

- ‌إهلاك قوم نوح

- ‌إهلاك قوم عاد

- ‌إهلاك قوم لوط

- ‌إهلاك قوم شعيب

- ‌إهلاك قارون

- ‌آثار المعاصي على أهلها قبل العذاب

- ‌الأسئلة

- ‌وسائل تقوية نور البصيرة والإيمان

- ‌وصايا مفيدة لمن هدايته قريبة

- ‌أفضل كتاب تفسير للمبتدئين

- ‌وسائل إزالة قسوة القلوب

- ‌حكم من تعطرت خارج بيتها

- ‌نصيحة لمن ابتلي بالعادة السرية

- ‌أعمار أمة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌طلب بتكرار الزيارة

- ‌حكم الطعن في أعراض المسلمين

الفصل: ‌ ‌إهلاك قارون ما الذي خسف بـ قارون؟ يقول الله: {إِنَّ قَارُونَ

‌إهلاك قارون

ما الذي خسف بـ قارون؟ يقول الله: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عليهم وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص:76] إذا أعطاك الله مالاً ولست على دينه فلا تفرح؛ لأن هذا استدراج، أما إذا أعطاك الله مالاً وأنت على الدين فنعم المال الصالح في يد العبد الصالح، فكان قومه يقولون له:{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص:76 - 78].

وهذا هو شأن الجاحد لنعم الله، يقول: إنما أوتيت هذا المال على علم، وذكاء، وفطنة، وخبرة، أنا رجل صاحب عقل، أنا عقلية تجارية، فقال الله:{أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [القصص:78 - 79] لكن أهل الإيمان قالوا: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص:80 - 81].

لا إله إلا الله! ما أعظم الله! بينما هو في ملكه وزينته وخيلائه بين رجاله وكما في الحديث: (أوحى الله إلى الأرض أن ابتلعيه، فانشقت من تحت قدمه وابتلعته بكل ما عنده من قصور، وخزائن، ثم أُطبقت عليه).

قال الله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ} [القصص:81 - 82] الذين يقولون يا ليت لنا مثل ما لـ قارون {يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:82 - 83] نسأل الله من فضله، وهذه النهاية دائماً لأهل التقوى.

ص: 18