المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مراحل تكوين الجنين في بطن أمه - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٩٣

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌رحلة الحياة

- ‌رحلة الإنسان من البداية حتى النهاية

- ‌عالم الأجنة في الأرحام أول محطة للإنسان

- ‌مراحل تكوين الجنين في بطن أمه

- ‌العلم الحديث يقرر ما ذكره القرآن عن مراحل تكوين الجنين

- ‌مراحل عالم الطفولة

- ‌ملاحظات في عالم الطفولة

- ‌نداء للشباب قبل الزواج

- ‌مسئولية الوالدين في تربية البنات

- ‌من آداب الإسلام في ليلة الزفاف

- ‌من السنن النبوية الواردة من حين الولادة إلى بلوغ سن الرشد

- ‌المرحلة الثانية: مرحلة التكليف

- ‌حياة المتقين

- ‌حياة الغافلين

- ‌عالم البرزخ

- ‌عالم يوم القيامة

- ‌القيامة وتغير معالم الكون المشهود

- ‌نشر الصحف

- ‌وزن الحسنات والسيئات

- ‌الحوض وهيئته

- ‌الصراط وصفته

- ‌الذين يظلهم الله في ظله

- ‌المرحلة الأخيرة: الجنة أو النار

- ‌نعيم الجنة

- ‌عذاب النار

- ‌الأسئلة

- ‌تحديد نوعية الجنين ليس من علم الغيب

- ‌حكم طفل الأنابيب

- ‌درجة حديث: (لا يتمنين أحدكم الموت)

- ‌الفرق بين امتحان الدنيا والآخرة

- ‌حكم موتى أطفال المسلمين والكفار في الآخرة

- ‌الفرق بين تحديد النسل وتنظيم النسل وحكمهما

- ‌مسألة تعلق الروح بالجسد

الفصل: ‌مراحل تكوين الجنين في بطن أمه

‌مراحل تكوين الجنين في بطن أمه

ومدة الرحلة تسعة أشهر في الغالب، تبدأ باللقاء بين الرجل والمرأة، حين يفرز الرجل هذه الحيوانات المنوية وتفرز المرأة بويضة، والبويضة هذه تفرز على مدى الدورة الشهرية، في كل دورة شهرية تفرز بويضة واحدة، ويكون هناك فترة للإخصاب يعني: تكون المرأة قابلة للحمل، وتكون البويضة حية، يأتي الرجل امرأته الحلال وتتسابق تلك الحيوانات المنوية إلى تلك البويضة المستقرة في أعلى قناة يسمونها: قناة فالوب، وهي ليست قناة فالوب إنما الله هو الذي خلقها ولكن فالوب هو الذي اكتشفها، وتعلق بهذه البويضة القناة وسماها الله: قراراً مكيناً {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون:13] يعني: محمي محفوظ، يقذف الرجل في الدفقة الواحدة أعداداً هائلة من الحيوانات المنوية، قد تصل في بعض الأحيان إلى 400 مليون حيوان منوي، يموت معظم هذه الملايين في الطريق ولا يصل إلا القوي، فإذا وصل أول واحد عند البويضة أغلقت عليه، وتأتي البقية تدور حولها فلا تلقى مكاناً فتموت بعد ربع ساعة إلا الذي دخل البويضة فإن الله يكتب له الحياة.

ويختلط هذا الحيوان المنوي مع تلك البويضة ويبدأ التشكيل الإنساني يقول الله عز وجل: {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان:1](هل) هنا ليست استفهامية ولكنها تقريرية بمعنى: قد أتى {لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً} [الإنسان:1] فأنت عمرك الآن ثلاثون سنة، اسأل نفسك قبل ثلاثين سنة: ماذا كنت؟ لم تكن شيئاً مذكوراً، وبعدها كيف جئت؟ قال الله عز وجل:{إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان:2] أمشاج: أخلاط، نبتليه: نختبره.

بعد ما يحصل هذا الاختلاط والامتزاج بين النطفة والبويضة تستمر أربعين يوماً وهي على حالتها لا تتغير، بعد أربعين يوماً تتطور وتنتقل من مرحلة النطفة إلى مرحلة العلقة فتصير لحمة على شكل علقة، والعلقة: دابة تعيش في المياه الراكدة، يعرفها أهل القرى، وسميت علقة؛ لأنها تعلق في ألسنة المواشي والبقر إذا شربت من الماء، ولقد رأيتها بعيني مثل تلك العلقة بالضبط التي أخبر الله عنها، وقد رُصدت حركة تكون الجنين منذ كونه نطفة إلى أن يخرج من بطن أمه، وتقرر وتبين بالعلم الحديث أن خلق الإنسان يتم بتلك الخطوات التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خطوة خطوة، مما يدل على أن هذا كلام الله، وأن هذا الرسول رسول من عند الله حقاً.

ص: 4