المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌متى يتحول الغيب إلى شهادة - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ١٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌الإيمان بالغيب

- ‌أهمية الإيمان بالغيب

- ‌تفاوت الناس في الإيمان بالغيب

- ‌الإيمان بالغيب أول صفات المؤمن

- ‌حقيقة الإيمان بالغيب

- ‌حال الأمم مع الإيمان بالغيب

- ‌الإيمان بإقرار الذهن فقط

- ‌الكفر بالغيب وأسبابه

- ‌عدم الإحاطة بعلمه

- ‌لا يعلمون تأويله

- ‌من مظاهر الإيمان بالغيب

- ‌متى تنقطع التوبة

- ‌متى يتحول الغيب إلى شهادة

- ‌إنكار الغيب وعلاقته بالنهضة العلمية

- ‌بداية ظهور النظرية المادية وسببها

- ‌فشل النظرية المادية واختلاف علمائها

- ‌أثر الإيمان بالغيب على المؤمن والكافر

- ‌اطمئنان المؤمن وسعادته

- ‌ضنك الكافر وشقاؤه

- ‌الأسئلة

- ‌إسلام من لم يتلفظ بالشهادة

- ‌القدر وتعدد الأسباب

- ‌نزول عيسى وانقطاع التوبة

- ‌الكتب التي تحدثت عن مسائل الغيب

- ‌معرفة الطب لنوع الجنين

- ‌المدرسة العقلانية

- ‌المحتضر من أهل عالم الشهادة

- ‌ضعف اليقين من أسباب انحطاط المسلمين

- ‌إنكار الغيب بين الوسوسة ورد الأحاديث

- ‌الإيمان بلاعمل يدل على ضعف الإيمان بالغيب

الفصل: ‌متى يتحول الغيب إلى شهادة

‌متى يتحول الغيب إلى شهادة

إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، فما دام الإنسان في عالم الغيب -ولو كان على فراش الموت- فإن الله يقبل إيمانه، ويقبل توبته، وهذا من سعة رحمته سبحانه وتعالى، ومن سعة كرمه وجوده أنه يمهل الإنسان ليتوب إلى آخر تلك اللحظة؛ لكنه إذا عاين الحق وحضر الموت فقال: إني تبت الآن فليس لهذا الإنسان توبة أبداً.

إذ أنه الآن لم يعد مؤمناً بعالم الغيب، بل أصبح مؤمناً بعالم الشهادة؛ لأنه يرى الملائكة عياناً أمامه، إذاً: ما الفرق بينه وبين الكفار الذين طلبوا أن يروا ربهم، أو يروا الملائكة؟! فإذا لم يعد هناك إيمان بالغيب، فلا توبة حينئذ، وكذلك الجنس الإنساني، أو البشرية كلها أيضاً هذا هو حالها، وهذا هو شأنها قال تعالى:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} [الأنعام:158].

فالإنسان في مفرده إذا حضرته ملائكة العذاب لا ينفعه الإيمان، وكذلك العالم بأكمله إذا احتضر وإذا جاءت النهاية الحتمية لهذه الدنيا وما عليها، وأذن الله بانقضاء هذا العالم، وجاءت العلامات التي جعلها الله حداً فاصلاً بين هذه الدنيا وبين الدار الآخرة، وهي مقدمات يوم الفزع الأكبر؛ هنالك -أيضاً- لم يعد الأمر أمر إيمان بالغيب؛ بل أصبح إيمانٌ بالمحسوس.

وهذه الآية صح الحديث في تفسيرها، بأنه طلوع الشمس من مغربها أي: إذا طلعت الشمس من مغربها لم يعد ينفع نفساً إيمانها لم تؤمن من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك، والناس يعلمون أن هذا من أعجب مايرون، ومن أبعد ما يمكن أن يقع؛ فإذا وقع قال الناس: هذا ما أخبر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الآن نؤمن به! لكن بعد ماذا! بعد أن تطلع الشمس من المغرب تؤمنون به؟!!

ص: 13