المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حال الأمم مع الإيمان بالغيب - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ١٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌الإيمان بالغيب

- ‌أهمية الإيمان بالغيب

- ‌تفاوت الناس في الإيمان بالغيب

- ‌الإيمان بالغيب أول صفات المؤمن

- ‌حقيقة الإيمان بالغيب

- ‌حال الأمم مع الإيمان بالغيب

- ‌الإيمان بإقرار الذهن فقط

- ‌الكفر بالغيب وأسبابه

- ‌عدم الإحاطة بعلمه

- ‌لا يعلمون تأويله

- ‌من مظاهر الإيمان بالغيب

- ‌متى تنقطع التوبة

- ‌متى يتحول الغيب إلى شهادة

- ‌إنكار الغيب وعلاقته بالنهضة العلمية

- ‌بداية ظهور النظرية المادية وسببها

- ‌فشل النظرية المادية واختلاف علمائها

- ‌أثر الإيمان بالغيب على المؤمن والكافر

- ‌اطمئنان المؤمن وسعادته

- ‌ضنك الكافر وشقاؤه

- ‌الأسئلة

- ‌إسلام من لم يتلفظ بالشهادة

- ‌القدر وتعدد الأسباب

- ‌نزول عيسى وانقطاع التوبة

- ‌الكتب التي تحدثت عن مسائل الغيب

- ‌معرفة الطب لنوع الجنين

- ‌المدرسة العقلانية

- ‌المحتضر من أهل عالم الشهادة

- ‌ضعف اليقين من أسباب انحطاط المسلمين

- ‌إنكار الغيب بين الوسوسة ورد الأحاديث

- ‌الإيمان بلاعمل يدل على ضعف الإيمان بالغيب

الفصل: ‌حال الأمم مع الإيمان بالغيب

‌حال الأمم مع الإيمان بالغيب

لذلك أنكر الجاهليون ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي، فأنكروا الوحي، والوحي من الغيب؛ فقالوا: كيف يتنزل هذا القرآن على هذا الرجل؟ هذا لا يمكن أبداً! ولذلك قالوا له: إنما أنت مفتر، وقالوا عنه: ساحر، وقالوا عنه: كاهن، وقالوا عنه أيضاً: شاعر، وقالوا: إنما يعلمه بشر، وقالوا: أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً، فَلِمَ كُل هذا اللجاج وكل هذا العناد؟! كل ذلك حتى لا يؤمنوا بأن الله سبحانه وتعالى اختص هذا النبي الأمي بهذه الرسالة؛ فأنزل وأرسل إليه الروح الأمين بهذا الوحي، وهل في ذلك ما يخالف الفطرة أو العقل السليم؟ كلا.

لا شيء من ذلك، ولكنه العناد والجحود، فقد جحدت الأمم وعاندت من قبل، كما فعل ذلك فرعون وقومه، ولهذا أخبر الله عنهم بقوله:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} [النمل:14].

فطمأن الله نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال:{فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام:33] أي لا تهتم بقولهم لك: إنك كاذب؛ فإنهم في حقيقة أنفسهم لا يعتقدون كذبك، بل يعلمون -في أنفسهم- أنك صادق؛ ولكنه الجحود.

فهل نفعهم هذا الإقرار القلبي المجرد؟! هل نفعتهم هذه المشاعر الذهنية العامة بأن هنالك عالماً آخر هو عالم الغيب بخلاف عالم الشهادة؟ لا.

لم ينفعهم ذلك أبداً.

ص: 6