الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأدلة على ذلك
يقول: ' وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عمن لم يُحكِّموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم، نفياً مؤكداً بتكرار أداة النفي وبالقسم، قال تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء:65] '.
أكد سبحانه نفي الإيمان عمن لم يُحكَّموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم بأمرين: بتكرار أداة النفي وهي "لا" في قوله: (فلا)، وقوله:(لا يؤمنون)، وبالقسم في قوله:(وربك).
يقول: 'ولم يكتف تعالى وتقدَّس منهم بمجرد التحكيم للرسول صلى الله عليه وسلم حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من الحرج في نفوسهم، بقوله جل شأنه:{ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ} [النساء:65] والحرج: هو الضيق '.
ولهذا يقال: أرض حرجة، أو مكان حرج، أي: كثير الشجر ملتف شجره.
يقول: 'بل لا بد من اتساع صدورهم لذلك'.
أي: تتسع صدورهم وتنتفخ وتسر بحكم الله سبحانه وتعالى.
'وسلامتها من القلق والاضطراب'.
فلا قلق ولا اضطراب من حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: 'ولم يكتف تعالى -أيضاً- هنا بهذين الأمرين -أي: بالتحكيم وعدم الضيق- حتى يضموا إليهما أمراً ثالثاً هو التسليم: وهو كمال الانقياد لحكمه صلى الله عليه وسلم، بحيث يتخلون هاهنا من أي تعلق للنفس بهذا الشيء، ويسلموا ذلك إلى الحُكم الحق أتم تسليم، ولهذا أكد ذلك -أي: التسليم- بالمصدر المؤكَّد وهو قوله جل شأنه (تَسْلِيماً) المُبيِّن أنه لا يُكتفى هاهنا بالتسليم بل لا بد من التسليم المطلق '.