المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌زيارة ديار العذاب - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٤٨

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌مظالم العباد

- ‌دواوين الأعمال وتعلق المغفرة بها

- ‌التحذير من مظالم العباد

- ‌الشفاعة في حدود الله

- ‌خطورة عدم قضاء الدين

- ‌المخاصمة بالباطل

- ‌خطر الغيبة

- ‌نصوص تزجر عن ظلم العباد

- ‌تحريم الهجر فوق ثلاثة أيام

- ‌إن بعض الظن إثم

- ‌النهي عن البغضاء والشحناء

- ‌النهي عن إيذاء المسلمين

- ‌أمثلة على أذى المنافقين للمؤمنين

- ‌أربى الربا

- ‌الظلم المتفشي

- ‌محاسبة النفس

- ‌أداء الحقوق

- ‌دعوة المظلوم

- ‌من عادى لي ولياً

- ‌الذنب الذي يغفره الله

- ‌فضل الذب عن عرض المسلم

- ‌الأسئلة

- ‌حديث: (اعدل! إنها قسمة ما أريد بها وجه الله)

- ‌من ضوابط الهجر

- ‌ضرب الأمثال ليس تشبيهاً

- ‌كفارة الغيبة

- ‌ضوابط الشتم

- ‌نشر فتاوى ورسائل كبار العلماء

- ‌أخلاق المصلح

- ‌الحكم الشرعي متعلق بفهم الواقع

- ‌إعانة المجاهدين في أرتيريا

- ‌قضاء الدين المجهول

- ‌زيارة ديار العذاب

- ‌ضرورة إنكار المنكر

- ‌إيجابيات وسلبيات التسجيلات والتعامل معها

- ‌هجر مرتكب الكبيرة

- ‌الفرق بين الولي والواصل عند الصوفية

- ‌توريث الزوجة التي لم يدخل بها

- ‌الفرق بين التحسس والتجسس

- ‌ظلم العباد وكيفية التوبة منه

- ‌الفرق بين توضيح الخطأ وتتبع الأخطاء

- ‌الإنكار والنصح عن طريق وسائل الإعلام

- ‌محاربة وسائل الفساد

- ‌ترك ما يؤدي إلى مفسدة

- ‌اتهام النبي بسماع الغناء

الفصل: ‌زيارة ديار العذاب

‌زيارة ديار العذاب

‌السؤال

ما ذكرتموه عن ثمود وقوم صالح كيف يجمع بينه وبين قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [النمل:69]؟

‌الجواب

لا تعارض بينهما، ففرق بين من يسير في الأرض ويتأمل أحوال الأمم وأخطارها، بين هذا الأمر العام، وبين أمر خاص في اجتناب مكان معين، فلو تأمل الإنسان وأراد الاعتبار، فكل ما أمامك فيه عبرة {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [النمل:69] والناس لا بد أن يسيروا بطبيعة الحال في الأرض، فأينما سرت فتأمل.

فنحن الآن في جدة، فلو كان لنا عبرة وعقول لتأملنا هذه المباني القديمة في جدة، التي كانت قبل زمن قريب ليس بكثير أعظم وأفخم ما في جزيرة العرب من القصور والمباني.

والآن لو تُهدى لأحدنا فلن يقبلها إلا من أجل مكان الأرض، أما غير ذلك فليس فيها فائدة، ولذلك لن يقبلها ولن يسكن فيها، وسيستوحش لو نام فيها.

فأينما تذهب تجد العبرة، سواء كانت ديار قوم مجرمين ومفسدين فلتعتبر ولتخف الله، وإن كانت -أيضاً- لقوم صالحين، فلتعلم -أيضاً- أن هذه عاقبة ونهاية الدنيا، حتى مع الأخيار الأطهار الأبرار، فهذه نهايتها وهذه عاقبتها، فأينما سرت تجد طرقهم، وتجد آثارهم، وتجد قراهم، وتجد البيوت الخاوية، وتجد المدن المهجورة، وتجد الحضارات المندثرة، فليتأمل الإنسان وليعتبر وليتعظ.

لكن لا يعني ذلك أن ينوي سفراً خاصاً لزيارة آثار منطقة معينة، فهناك نهي خاص عن هذا، ولا يجوز، أما الاعتبار العام والسير العام، أينما ذهبت.

فمثلاً: الآثار الرومانية موجودة في الأردن وسوريا وليبيا وتونس، وقرطاجنة، التي في تونس ما كان أحد يحلم أنها تفتح، وفتحها المسلمون والحمد لله، آثار عجيبة جداً، حتى ولو لم ترها إلا في صورة أو في كتاب أو في فيلم.

فأحياناً تجد في هذه الأفلام هذه الآثار، فنرى عجباً حيث أنها تبين لك كيف كان هؤلاء الناس، وكيف أنهم أثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمرناها، وكيف أن الأرض أخذت زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، فأتاها أمره ليلاً أو نهاراً، فجعلها حصيداً كأن لم تغن بالأمس، فأينما تذهب تجد هذه الآثار.

ص: 33