الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقيقة المحبة وأثر تحقيقها
المحبة لله يتفرع عنها محبة عظمى، وهي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه:{لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين} ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قلبي عظيم، وقربة عظمى، فهي قرة عيون المؤمنين، فأما من رآه منهم فوالله ما يعدلون برؤيته صلى الله عليه وسلم شيئاً في هذه الدنيا، وإن كانوا ممن لم يروه -كما هو حالنا- فوالله لا يرون أن شيئاً في هذه الدنيا يساوي أن يكونوا قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما أوتوا من متاعها، وإن أعظم ما يرجوه عند الله في الجنة أن يروا ربهم عز وجل، وأن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكونوا رفقاءه في الجنة، فهذا غاية ما يسعى إليه كل مؤمن.
ومن لوازم محبته صلى الله عليه وسلم الاهتداء بهديه والاقتداء بسنته، ومحبة ما أحب، وأعظم ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أحب الله، وأحب الجهاد، وأحب الأمر بالمعروف، وأحب النهي عن المنكر، وأحب الصلاة، وأحب المؤمنين، وأبغض صلى الله عليه وسلم الكفر، والشرك، والنفاق، والكافرين، والمشركين، والمنافقين، والفجار، والكذابين، والظالمين، وهكذا.
فإذا أحب الإنسان ما أحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبغض ما أبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم كان الإنسان سائراً على درب المحبة وطريقها، كما قال عز وجل:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31].