المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المحبة هي غاية العبادة - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٩٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌من أعمال القلوب: (المحبة)

- ‌علاقة المحبة بالإيمان والعبادة

- ‌المحبة هي غاية العبادة

- ‌تحقق العبادة يكون بأمرين مهمين

- ‌المحبة بين المؤمن والمنافق

- ‌المحبة بين المؤمن والمشرك والكافر

- ‌الشرك في المحبة

- ‌أكمل الناس في المحبة

- ‌الاتباع هو من كمال المحبة

- ‌من صفات عباد الله أنه يحبهم ويحبونه

- ‌حقيقة المحبة وأثر تحقيقها

- ‌حقيقة المحبة لله

- ‌المحبة لله ورسوله تكون في الاتباع

- ‌أثر محبة الله وأثر تحقيق المحبة

- ‌الأسئلة

- ‌المحبة عند أهل الكلام وأهل التصوف

- ‌نبذة عن رابعة العدوية

- ‌نوع التعامل مع الكفار

- ‌الصبر ناتج عن المحبة وتالٍ لها

- ‌حكم حضور دورات تطويرية يتضمنها محرمات

- ‌معايشة الروافض

- ‌حكم من يدعي التجديد في الدين

- ‌التنقل في المحبة وعدم الاستقرار

- ‌من ابتلي بحب النظر إلى النساء

- ‌حكم من ينفر الشباب من المراكز الصيفية

- ‌انتشار الشحناء بين الدعاة إلى الله

- ‌ثمرة المحبة في واقع عبادة المسلم

- ‌نصيحة لأهل اليمن

- ‌نصيحة لشباب مركز الصديق

الفصل: ‌المحبة هي غاية العبادة

‌المحبة هي غاية العبادة

فإذا علمنا أن الحكمة من خلق الثقلين هي العبادة؛ فلنعلم أن العبادة هي تأليه الله تبارك وتعالى، وإذا رجعنا للاشتقاق اللغوي لهذه الكلمة فإن المحبة: هي تأليه الله، ولذلك نحن نقول (لا إله إلا الله) مقرين وشاهدين على أننا لا نعبد إلا الله.

ولذلك فإن حقيقة لا إله إلا الله -كما جاءت في بعض الآيات وبعض الأحاديث- هي: أن لا يعبد إلا الله كما في آية الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] فهذه الكلمة هي بمعنى الآية الأخرى التي قال الله تعالى فيها: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36] فالمعنى واحد.

ولذلك فإن الرسل الذين قال كل واحد منهم لقومه: (لا إله إلا الله) ودعاهم إليها، هم الذين قالوا لأقوامهم {أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [هود:26] و {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [المؤمنون:32] كما ورد ذلك في قصص الأنبياء، كنوح وهود وشعيب وصالح وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

فإذا كانت حقيقة العبادة هي التأله، فإن المحبة هي غاية التأله، أو بمعنى آخر: إن المحبة في اللغة إذا اشتدت وغلا فيها صاحبها، أو عظمت عند صاحبها وارتقت فإنها تصبح ولهاً، ويصبح المحب الذي يحب محبة عظيمة بشغف وشوق شديد ولهاناً، ويقال له:(ولِه، وَوَاله، وولهان) من هنا فإن الوله هو: شدة المحبة، والتأله لله تبارك وتعالى هو: شدة محبة الله، ومحبة ما جاء من عند الله تبارك وتعالى.

فإذا قيل في اللغة: فلان يتأله؛ فإن معنى ذلك أنه يتحبب إلى الله تبارك وتعالى، ويحب الله تبارك وتعالى محبةً عظيمةً.

ص: 3