المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصبر ناتج عن المحبة وتال لها - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٩٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌من أعمال القلوب: (المحبة)

- ‌علاقة المحبة بالإيمان والعبادة

- ‌المحبة هي غاية العبادة

- ‌تحقق العبادة يكون بأمرين مهمين

- ‌المحبة بين المؤمن والمنافق

- ‌المحبة بين المؤمن والمشرك والكافر

- ‌الشرك في المحبة

- ‌أكمل الناس في المحبة

- ‌الاتباع هو من كمال المحبة

- ‌من صفات عباد الله أنه يحبهم ويحبونه

- ‌حقيقة المحبة وأثر تحقيقها

- ‌حقيقة المحبة لله

- ‌المحبة لله ورسوله تكون في الاتباع

- ‌أثر محبة الله وأثر تحقيق المحبة

- ‌الأسئلة

- ‌المحبة عند أهل الكلام وأهل التصوف

- ‌نبذة عن رابعة العدوية

- ‌نوع التعامل مع الكفار

- ‌الصبر ناتج عن المحبة وتالٍ لها

- ‌حكم حضور دورات تطويرية يتضمنها محرمات

- ‌معايشة الروافض

- ‌حكم من يدعي التجديد في الدين

- ‌التنقل في المحبة وعدم الاستقرار

- ‌من ابتلي بحب النظر إلى النساء

- ‌حكم من ينفر الشباب من المراكز الصيفية

- ‌انتشار الشحناء بين الدعاة إلى الله

- ‌ثمرة المحبة في واقع عبادة المسلم

- ‌نصيحة لأهل اليمن

- ‌نصيحة لشباب مركز الصديق

الفصل: ‌الصبر ناتج عن المحبة وتال لها

‌الصبر ناتج عن المحبة وتالٍ لها

‌السؤال

فضيلة الشيخ، ذكرتم أن الذي يقوم إلى الصلاة ويحس بثقل في نفسه أنه ليس بمؤمن، ويكون فيه صفة من صفات المنافقين، ونعلم أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة فهذا الذي يقوم إلى الصلاة ويجدها ثقيلة ألا يكون من الصبر على طاعة الله، ثم إن الله سبحانه وتعالى يقول:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة:216] فهذا القتال طاعة لله وعبادة، ومع ذلك هو كارهاً على نفوس المؤمنين، فكيف تكون المحبة شرطاً في العبادة؟

‌الجواب

هذا الأخ اختلط في ذهنه مقدمة العمل ونتيجته، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه الإمام أحمد في المسند فقال له صلى الله عليه وسلم: {أسلم قال: أجدني كارهاً.

قال: أسلم ولو كنت كارها} حتى لو كنت كاره فأرغم نفسك على الحق وقل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فإذا فعل ذلك فيجب أن يحب الإيمان، وأن يحب الصلاة، فالإنسان إذا كان متعباً مجهداً وهو يحبها، فإنه يقوم وهو راضٍ منشرح الصدر، ويصبر على هذا القيام الذي يقومه وهو متعب، فلا تعارض بين هذا وهذا، لأن الباعث والمقدمة للعمل هي المحبة، والصبر ينتج عن محبتك لهذا العمل وأن تصبر عليه وإن كان مؤلماً لأنك تحبه وتريده بقلبك، فالقتال كره، لكن حبك لهذا العمل يجعلك تصبر عليه، وحبك نابع من أن الله سبحانه وتعالى شرعه فتكون بذلك قد امتثلت أمر الله.

فليس المقصود أن نجتث ما هو خلقيٌ جبلِّيٌ في نفوسنا من كراهية القيام، أو النهوض مع التعب، أو من كراهية الجهاد، أو من كراهية الإنفاق، فمثلاً ليس المقصود ألا ننفق ونحن نحب المال، فنحن نحب المال حباً جماً -كما ذكر الله ذلك- عن الجميع -لكن المؤمن يصبر على الطاعة بدافع محبة الله تبارك وتعالى، فينفق ويجاهد عن رغبة وليس عن كسل.

ص: 19