المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نبذة عن رابعة العدوية - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٩٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌من أعمال القلوب: (المحبة)

- ‌علاقة المحبة بالإيمان والعبادة

- ‌المحبة هي غاية العبادة

- ‌تحقق العبادة يكون بأمرين مهمين

- ‌المحبة بين المؤمن والمنافق

- ‌المحبة بين المؤمن والمشرك والكافر

- ‌الشرك في المحبة

- ‌أكمل الناس في المحبة

- ‌الاتباع هو من كمال المحبة

- ‌من صفات عباد الله أنه يحبهم ويحبونه

- ‌حقيقة المحبة وأثر تحقيقها

- ‌حقيقة المحبة لله

- ‌المحبة لله ورسوله تكون في الاتباع

- ‌أثر محبة الله وأثر تحقيق المحبة

- ‌الأسئلة

- ‌المحبة عند أهل الكلام وأهل التصوف

- ‌نبذة عن رابعة العدوية

- ‌نوع التعامل مع الكفار

- ‌الصبر ناتج عن المحبة وتالٍ لها

- ‌حكم حضور دورات تطويرية يتضمنها محرمات

- ‌معايشة الروافض

- ‌حكم من يدعي التجديد في الدين

- ‌التنقل في المحبة وعدم الاستقرار

- ‌من ابتلي بحب النظر إلى النساء

- ‌حكم من ينفر الشباب من المراكز الصيفية

- ‌انتشار الشحناء بين الدعاة إلى الله

- ‌ثمرة المحبة في واقع عبادة المسلم

- ‌نصيحة لأهل اليمن

- ‌نصيحة لشباب مركز الصديق

الفصل: ‌نبذة عن رابعة العدوية

‌نبذة عن رابعة العدوية

‌السؤال

فضيلة الشيخ: عندما تذكر المحبة عند الصوفية تذكر رابعة العدوية نريد نبذة موجزة عنها وما موقفنا منها؟

‌الجواب

عندما تذكر رابعة التي يسميها البعض شهيدة الحب الإلهي، أو شهيدة العشق الإلهي، وكان هذا في القديم حيث كتب وقيل فيها ما قيل، ثم حديثاً عُمِلت الأفلام باسم رابعة العدوية والعياذ بالله.

فالذي أراه في رابعة العدوية أن نقول فيها ما قاله أئمة الجرح والتعديل، حيث إن أبا داود رحمه الله وهو تلميذ الإمام أحمد في الحديث وفي الجرح والتعديل- يقول عنها: 'ورابعة رابعتهم على الزندقة' أي: أن رابعة العدوية كانت، من ضلال العباد، الذين ضلوا في عبادتهم وخرجوا عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهي كانت تزعم أن أمرها وشأنها كله محبة، فأسقطت الخوف والرجاء بالكلية، وعلقت نفسها بالمحبة، وامتنعت عما شرع الله تبارك وتعالى للنساء من الزواج وغيره، وتبتلت وترهبنت ترهب النصارى، وليس بالتبتل الذي شرعه الله تبارك وتعالى لعباده، فهي كما قال رحمه الله، فما ثبت وما صح وما يصح عندنا هو ما يقوله علماء الجرح والتعديل.

أما ما يفتريه الصوفية وأمثالهم فهذا لا شأن لنا به، وإن كان فيما يذكرون عنها طوام، ومكفرات، وأنها عندما تقول: ' إنني لا أحب الجنة ولا أخاف النار وإنما أحب الله فقط ' وتقول: ' إن من أحب الله من أجل الجنة أو النار أو من اجتهد في العبادة لأجل الجنة والنار فهو أجير ' كما ينسب إليها، هذه الأبيات الشعرية التي تقول فيها:

أحبك حبين حب الهوى وحب لأنك أهل لذاك

فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك

وأما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراك

إلى غير ذلك مما ينسب إليها، وهذا فيه انحراف وفيه ضلال ومنه ماهو كفر، كما ينسبون إليها أنها سمعت قارئاً يقرأ ويقول:{وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:21 - 22] فقالت: ' يمنوننا باللحم وبالطير كأننا أطفال، وإنما الغرض المحبة'.

انظر كيف تعترض حتى على ما جاء في القرآن، أما مسألة نعيم الجنة، فما يهم، والمهم هو المحبة، فهذه محبة عباد الهندوس وأمثالهم الذين يرون أن غاية العبودية هي الاتحاد في برهما، أو الفناء في برهما الذي هو الرب المعبود عندهم تعالى الله عما يصفون.

ص: 17