المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إنحراف بالإيمان بالله عز وجل - الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد

[محمود قدح]

الفصل: ‌إنحراف بالإيمان بالله عز وجل

‌أثر الأسفار المقدسة في انحراف اليهود

‌إنحراف بالإيمان بالله عز وجل

المبحث الثالث: أثر الأسفار المقدسة في انحراف اليهود

إن تحريف الأسفار المقدسة وتزويرها والادعاء بأنها من عند الله عز وجل أمر خطير، ينتج عنه انحراف في العقيدة والشريعة والأخلاق، لأن تلك الأسفار هي المصدر لكل ذلك، وهذا ما حدث لليهود - لعنهم الله - حينما تجرأ بعض أحبارهم وخبثائهم في ارتكاب جريمة تحريف التوراة وأسفار أنبياء بني إسرائيل، وتزوير التلمود والكتب، والادعاء بأنها من وحي الله عز وجل، فقد نتج عنه انحراف أتباع التوراة والديانة اليهودية في عقيدتهم وشريعتهم وأخلاقهم، وسوف نستعرض من خلال القرآن الكريم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - ومن خلال الأسفار المقدسة عند اليهود بعض انحرافاتهم وضلالاتهم.

المطلب الأول: انحرافهم في الإيمان بالله عز وجل:

1 -

زعموا أن (عزير) ابن الله، وردّ الله عليهم بقوله عز وجل:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتْ النّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ} 1.

2 -

تشبيه الله عز وجل بصفات خلقه:

ورد في التوراة المحرفة أن بني إسرائيل رأوا إله إسرائيل وتحت رجليه حجر من العقيق الأزرق2.

1 سورة التوبة، آية 30.

2 انظر: سفر الخروج 24/10.

ص: 365

وفي سفر دانيال 7/9،10 أن إلههم في صورة آدمي وأنه شيخ، أبيض الرأس واللحية - نعوذ بالله من هذا الكفر - وقد قال الله عز وجل عن نفسه تبارك وتعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ} 1.

3 -

وصف الله عز وجل بصفات العيب والنقائص:

ورد في أسفار التوراة المحرفة أن الله تعالى تعب لما خلق السماوات والأرض في ستة أيام واحتاج إلى الراحة "فأكملت السماوات والأرض وكل جندها وفرغ الرب في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل" 2، فردّ الله عليهم بقوله عز وجل:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتةِ أَيّامٍ وَمَا مَسّنَا مِن لّغُوبٍ} 3.

- وزعموا أن يد الله مغلولة فرد عليهم الله عز وجل بقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ

} 4.

- وزعموا أن إلههم يندم ويحزن5، وينسى ويتذكر6، ويجهل كل ذلك في توراتهم المحرفة والعياذ بالله.

- ورد في تلمودهم أن إلههم يلعب مع الحوت الذي خلقه، ويبكي حتى تسقط دموعه حزناً على ما فعله بأبنائه اليهود، وأنه يكفر عن ذنوبه وأيمانه7 - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً -.

4-

يصفون إلههم بالعنصرية وأنه إله بني إسرائيل فقط8.

1 سورة الشورى، آية 11.

2 انظر: سفر التكوين 2/1-3.

3 سورة ق، آية 38.

4 سورة المائدة، آية 64.

5 انظر: سفر التكوين 6/5-8.

6 انظر: سفر الخروج 2/24، 6/5.

7 انظر: الكنز المرصود في قواعد التلمود ص55-57.

8 انظر: سفر العدد 16/9.

ص: 366