المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ثالثاً: الإجماع ثالثاً: المصدر الثالث بعد الكتاب والسنة على ضوء فهم - دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود - جـ ١٧

[عبد الرحمن بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌أهمية العقيدة ومصدر تلقيها عند السلف

- ‌الأسس التي تميز العقيدة الصحيحة عن غيرها

- ‌أنها عقيدة السلف الصالح

- ‌أنها عقيدة قائمة على إخلاص العبادة لله وحده

- ‌أنها عقيدة تقوم على توحيد العبادة وتوحيد المتابعة

- ‌أنها عقيدة مرتبطة بالعمل

- ‌أثر العقيدة الصحيحة على حياة الفرد

- ‌تغرس في النفس التوكل على الله عز وجل

- ‌تورث الشجاعة في الحق والثبات عليه

- ‌تجلب للنفس الطمأنينة والانشراح

- ‌تخلص العبد من العبودية لغير الله

- ‌أثر العقيدة الصحيحة على حياة الأمة والمجتمع

- ‌تربي المجتمع على الأخلاق الكريمة

- ‌تجمع كلمة الأمة

- ‌ظهور بركات السماء والأرض

- ‌تنجي صاحبها يوم القيامة

- ‌تؤدي إلى استقلال الأمة

- ‌تحقق الأمن والأمان

- ‌مصادر تلقي العقيدة الصحيحة

- ‌ثالثاً: الإجماع

- ‌ثانياً: الاعتماد على فهم الصحابة

- ‌أولاً: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌السنة تشمل المتواتر وما صح من الآحاد

- ‌الأسئلة

- ‌تحصيل الخوف من الله تعالى

- ‌حكم تعليق الخيوط على البطون مع اعتقاد نفعها

- ‌الضابط في معرفة إجماع السلف

- ‌الكتب والمتون التي ينصح بدراستها وحفظها

الفصل: ‌ ‌ثالثاً: الإجماع ثالثاً: المصدر الثالث بعد الكتاب والسنة على ضوء فهم

‌ثالثاً: الإجماع

ثالثاً: المصدر الثالث بعد الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح: الإجماع، أي: ما أجمع عليه المسلمون وما أجمع عليه السلف الصالح خاصة، وقد يقول قائل: إن الإجماع إنما هو في باب الأحكام الشرعية، ونحن نقول: لا، إن الإجماع يكون أيضاً في باب العقائد، كم من قضية من القضايا محكومة عند سلفنا الصالح لا تحتاج إلى نقاش، بل تتحول عندنا إلى ثوابت لا تتغير بتغير الزمان والمكان، لكنّ علمانيي وحداثيي زماننا عندهم شيء اسمه الثوابت والمتغيرات، يقولون: إن هناك كثيراً من المتغيرات تتغير بتغير الزمان والمكان، ونحن نقول: إن الذي يتغير هو أشكال الحياة ومادياتها، لكن أصولها لا تتغير، العبادة لله وحده لا شريك له، هي عبادة لله وأنت في كهف، وأنت تحت ظل شجرة، وأنت في خيمة، وأنت في الطائرة محلق في الفضاء، العبودية هي العبودية لله.

طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي طاعته عليه الصلاة والسلام، أحكام الله سبحانه وتعالى ثابتة، حكم الله في المسح على الخفين لا يتغير بتغير الزمان والمكان، التيمم إذا عدم الماء أو عجز عن استعماله لا يتغير، حكم الله ثابت، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقضاء والقدر، الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته كل ذلك لا يتغير.

إذاً: في عقيدتنا ثوابت وأصول هي محل إجماع لا تتغير بتغير الزمان والمكان، أما ضعفاء الإيمان علمانيو عصرنا وحداثيوهم ومبتدعوهم فإنهم يريدون منا أن نغير حتى في تلك الثوابت التي لا يمكن أن تتغير، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي هو بشرى لكل مؤمن: (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى.

أيها الإخوة في الله! ومن مصادر التلقي هذه يتميز منهاج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ومن هنا فإننا إذا أردنا أن نغرس العقيدة في النفوس، وأن نعود إلى هذه العقيدة؛ فلا بد أن نعود إليها بأصولها ومصادرها كلها، لابد أن نعود إليها بفهم السلف الصالح رحمهم الله تعالى، وحينما نحقق ذلك نعمر الكون، وحينما نحقق ذلك لا ننزوي وننكس رءوسنا ونموت، بل نعمر الأرض كما عمرها سلفنا الصالح، لقد فتحوا البلاد شرقاً وغرباً وعمروها وتقدموا علمياً في المخترعات، وحضارة أوروبا الآن إنما نشأت حينما اقتبسوا علومنا المادية.

أيها الإخوة في الله! إنه لابد أن نعتصم بالله حتى نعود كما كنا أعزة بدين الله، معتصمين به، حتى نعود كما كان أسلافنا الصالحين رحمهم الله تعالى على إيمان قوي نرفع جباهنا أمام الأمم، معتصمين بالله متوكلين عليه.

ص: 20