المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة الصراع بين الحق والباطل - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ٣٤

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌المرأة وما يراد بها

- ‌سنة الصراع بين الحق والباطل

- ‌الوسائل الحديثة التي يحارب بها العدو الإسلام

- ‌لجوء العدو إلى سلاح محاربة الأفكار والقيم

- ‌استخدام العدو سلاح الشهوة الجنسية والمرأة في محاربة الإسلام

- ‌كيف حارب الإسلام الرذيلة وعالج الشهوة

- ‌معالجة الإسلام للشهوة بمنع الزنا وإقامة الحد عليه

- ‌منع الإسلام من الكلام في الأعراض وإقامة حد القذف

- ‌منع الاختلاط والتحذير منه

- ‌الأمر بغض البصر عن المحرمات

- ‌الحث على الزواج

- ‌ضياع حقوق المرأة في مجتمع الحضارة

- ‌أعداء المرأة وشبهاتهم حولها

- ‌شبهة تعدد الزوجات والرد على أباطيلها

- ‌شبهة جعل الطلاق بيد الرجل

- ‌شبه في حقوق المرأة المالية والاجتماعية

- ‌ثياب أعداء المرأة الجدد

- ‌الأسئلة

- ‌خطر الخلوة المحرمة وعلاقتها بالزنا

- ‌حكم ذهاب المرأة إلى المسجد الحرام برفقة زوجها

- ‌دور المرأة في المجتمع

- ‌التبرج والسفور ودور الرجال والنساء في الحدِّ منه

- ‌حكم ولاية المرأة في الإسلام

- ‌حكم لعن النساء المتبرجات

- ‌حكم الخلوة بالمرأة في السفر

- ‌حكم تعدد الزوجات وأدلة ذلك

- ‌نصيحة جار لديه مسبح عائلي

- ‌حكم زيارة الأهل مع ما هم فيه من المنكرات

- ‌وأد المرأة في الجاهلية

الفصل: ‌سنة الصراع بين الحق والباطل

‌سنة الصراع بين الحق والباطل

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1]، والشكر لله الذي يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الظالمين ويفعل ما يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله؛ أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الناس أجمعين؛ فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة؛ فجزاه الله عنا وعن الأمة الإسلامية جمعاء خير الجزاء، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله ومن دعا بدعوته وعمل بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها الإخوة في الله! إن الله سبحانه وتعالى جعل للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وجعل للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، سنة الله، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب:62].

وانطلاقاً من هذه السنة كان الصراع على أشده بين الخير والشر، وبين الإيمان والكفر، هذا الصراع بدأ مع بدء الخليقة الأولى:{َقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة:36]، ولن ينتهي أبداً حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، لكن سنة الله تقتضي أن يظهر الحق لا محالة، وأن يندحر الباطل لا شك، ولربما كانت هناك بعض إرهاصات أو أدلة تدل على أن الباطل ظاهر، لكن الشيء الذي يجب أن يؤمن به كل مؤمن: أن الدين لله عز وجل، وهو الذي يحميه، وأنه سوف يظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأن الحق لا يستطيع أن يقف معه الباطل على رجليه؛ لأن الله تعالى يقول:{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء:18]، ولربما تحيط بالأمة الإسلامية في فترة من فترات ضعفها أو امتحانها وابتلائها أشياء تخيف بعض الناس على مستقبل هذا الدين، ولكن الشيء الذي لا شك فيه: أن دين الله ظاهر، وأن الحق باق خالد، وأن الباطل زبد، وأن الزبد سيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس في الأرض، وهذا هو ما نشاهده من خلال الأحداث التي تبدو في أول أمرها رهيبة مخيفة لكنها زبد كما أخبر الله عز وجل.

أيها الإخوة! من خلال هذه السنة أن يكون الصراع بين الحق والباطل باقياً حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومن أجل أن يكون لله عز وجل جنود في الأرض يبرزون، وأن يتخذ منهم شهداء؛ كان هذا الصراع لابد منه، وهذا الصراع يختلف حسب فترات التاريخ، فلربما تكون دولة هذا الصراع بأيدي المؤمنين، ولربما تكون دولته بأيدي غيرهم، أي أن الله عز وجل يداول هذه الأيام بين الناس كما قال سبحانه:{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140].

ص: 2