المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخوف من المخلوق - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ٤٤

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌الاستقامة وأسباب الانحراف

- ‌تعريف الاستقامة والانحراف

- ‌الاستقامة هي الأصل والانحراف أمر طارئ

- ‌فوائد الاستقامة وحقيقتها

- ‌السعادة في الدنيا

- ‌السعادة عند الموت

- ‌السعادة في الآخرة

- ‌مصيبة التقلب والانحراف عن الاستقامة

- ‌أسباب الانحراف عن الاستقامة

- ‌الفتن

- ‌الخوف من المخلوق

- ‌قوة دعاة الباطل ونشاطهم

- ‌ضعف دعاة الحق

- ‌ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الأسئلة

- ‌الزواج هو العلاج الوحيد للشهوة

- ‌علاج التفكر في ذات الله

- ‌حرمة شرب الدخان وحرمة انتهار الأم

- ‌خطورة مخالطة المنحرفين

- ‌توجيه للشاب إذا كان في بيته منكرات

- ‌موقف الإنسان من الانحرافات والفتن والمضايقات

- ‌الصبر على الاستقامة والثبات عليها

- ‌الدخان حرام بحسب ما فيه من الضرر

- ‌حكم الخجل من إنكار المنكر

- ‌لبس الحجاب شرع لا عادة

- ‌حكم تأخير الصلاة عن وقتها لمشاهدة المباريات

- ‌كثرة النعم ليست دليلاً على رضا الله

- ‌تمييز نعمة الاستدراج عن نعمة الرضا أو الابتلاء

- ‌ترك فعل الخير والصوم بدعوى الصغر

- ‌حكم قراءة المجلات الماجنة

- ‌الكتاب والسنة ميزان استقامة العمل

- ‌طريقة نصح الشباب وكيفية إقناعهم

الفصل: ‌الخوف من المخلوق

‌الخوف من المخلوق

هناك عامل آخر لا يقل أهمية عن هذا، وهو عامل الخوف من المخلوق، بحيث يتراجع الإنسان من منتصف الطريق حينما يخاف من مخلوق من المخلوقين؛ لأن خشية الله صارت أقل من خشية مخلوق من المخلوقين في قلب هذا المسلم؛ لأن الإيمان ضعف في قلبه، وهذا أيضاً عامل من عوامل الانحراف، ولكم كنا نعلق آمالاً بعد الله عز وجل على كثير من المصلحين حتى رجعوا من منتصف الطريق لما رأوا الأمر بواقع يخافون منه، ولذلك أخبر الله تعالى بأن هؤلاء ليسوا بمؤمنين حقاً، فإن الذي يرجع إذا خاف من المخلوق بحيث يقدم خشية المخلوق على خشية الخالق ضعيف الإيمان أو فاقد الإيمان، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} [العنكبوت:10] يترقبون المؤمنين، فإذا وجدوا المؤمنين يعيشون في عزة وفي قوة كانوا معهم، وإذا وجدوا الإسلام يضرب في مكان من الأرض انحرفوا حيث يخافون من هذه الضربة أو من هذا العدو أو من هذا المخلوق، ويفرون من عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة، وهذه هي المصيبة، ولذلك يقول الله تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:2] ثم أقسم الله تعالى فقال: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:3].

فهذا عامل من عوامل الانحراف التي أصيب بها كثير من الناس، ولربما أصيب طائفة من الدعاة والمصلحين بسبب خوف المخلوق وتقديمه على خوف الخالق سبحانه وتعالى.

ص: 11