المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لبس الحجاب شرع لا عادة - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ٤٤

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌الاستقامة وأسباب الانحراف

- ‌تعريف الاستقامة والانحراف

- ‌الاستقامة هي الأصل والانحراف أمر طارئ

- ‌فوائد الاستقامة وحقيقتها

- ‌السعادة في الدنيا

- ‌السعادة عند الموت

- ‌السعادة في الآخرة

- ‌مصيبة التقلب والانحراف عن الاستقامة

- ‌أسباب الانحراف عن الاستقامة

- ‌الفتن

- ‌الخوف من المخلوق

- ‌قوة دعاة الباطل ونشاطهم

- ‌ضعف دعاة الحق

- ‌ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الأسئلة

- ‌الزواج هو العلاج الوحيد للشهوة

- ‌علاج التفكر في ذات الله

- ‌حرمة شرب الدخان وحرمة انتهار الأم

- ‌خطورة مخالطة المنحرفين

- ‌توجيه للشاب إذا كان في بيته منكرات

- ‌موقف الإنسان من الانحرافات والفتن والمضايقات

- ‌الصبر على الاستقامة والثبات عليها

- ‌الدخان حرام بحسب ما فيه من الضرر

- ‌حكم الخجل من إنكار المنكر

- ‌لبس الحجاب شرع لا عادة

- ‌حكم تأخير الصلاة عن وقتها لمشاهدة المباريات

- ‌كثرة النعم ليست دليلاً على رضا الله

- ‌تمييز نعمة الاستدراج عن نعمة الرضا أو الابتلاء

- ‌ترك فعل الخير والصوم بدعوى الصغر

- ‌حكم قراءة المجلات الماجنة

- ‌الكتاب والسنة ميزان استقامة العمل

- ‌طريقة نصح الشباب وكيفية إقناعهم

الفصل: ‌لبس الحجاب شرع لا عادة

‌لبس الحجاب شرع لا عادة

‌السؤال

كثير من الناس يعتبر أن الحجاب عادة وليس واجباً، وأن العلماء يأمرون به لئلا ينتشر الفساد، فهل هذا صحيح؟ وهل ولي الأمر آثم إذا لم تتحجب نساؤه؟

‌الجواب

الحجاب ليس بعادة، وهذه من السموم التي دسها أبناء جلدتنا، فقد كتبت صحف كثيرة في بلادنا بأن الحجاب موروث عن العصور المتخلفة، وأن الحجاب تقوقع وتخلف، وقرأنا كثيراً في كثير من صحفنا حينما مرت بها فترة سيطر عليها فيها طائفة ممن نخشى أن يكونوا من تلك الفئة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالحجاب واجب بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبإجماع المسلمين، ويمكن أن نقسم الحجاب إلى قسمين حتى لا نتعدى على شرع الله: فهناك حجاب لتغطية الوجه واليدين مع بقية الجسد، وهناك حجاب بمعنى ستر العورة التي ذكرها الله عز وجل في قوله:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ} [النور:31] إلى آخر الآية.

أما الأول فهو وإن كان قد اختلف طائفة من العلماء في حكم ستر الوجه والكفين إلا أن العلماء أجمعوا إجماعاً على أن الفتنة إذا خيفت فإنه يجب تغطية الوجه والكفين، وحينئذ يصبح ذلك الرأي لا أثر له؛ لأن الفتنة متوقعة ومتأكدة في كشف الوجه والكفين، خصوصاً الوجه الذي هو موضع جمال المرأة، وعلى هذا فإنه يصبح الخلاف لغوياً ولا أثر له في الشرع، فإذا كان هناك من الأئمة الأربعة من قال: يجوز كشف الوجه والكفين فقد أجمع الأربعة وأجمع المسلمون على أنه إذا خشيت الفتنة فلا يجوز كشف الوجه، وحينئذ أصبح كشف الوجه -خاصة في أيامنا الحاضرة- موضع فتنة، ومن المؤكد أنه يثير الفتنة، إذاً نستطيع أن نقول: أجمع المسلمون على تغطية الوجه في زمننا؛ لأنه موضع للفتنة بالإجماع.

أما بالنسبة لما زاد على الوجه والكفين فلا أحد يستطيع أن يقول بأنه ليس في شرع الله، بل جاءت به الأدلة القرآنية، كقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59]، ثم قال بعد ذلك:{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب:60] وأحاديث كثيرة عن رسول صلى الله عليه وسلم كلها تدل على ذلك.

إذاً هذه التي تخرج شعرها أو ساقيها أو عضدها أو نحرها أو ما أشبه ذلك كيف تستطيع أن تقول بأنها أخذت دليلاً من شرع الله تعالى على ذلك؟! وقد أجمع المسلمون على تحريم هذا الأمر بنص القرآن الكريم وفي نص السنة المطهرة، والخلاف إنما هو في الوجه والكفين، وإجمع المسلمين على أنها إذا خشيت الفتنة فلا يجوز كشف الوجه.

إذاً يكاد أن يكون الحجاب واجباً إجماعاً.

ص: 25