المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصنف الثاني: بنوا أنفسهم على شفا جرف هار - دروس للشيخ علي القرني - جـ ٢١

[علي القرني]

فهرس الكتاب

- ‌عوامل بناء النفس

- ‌الصنف الأول: بنوا أنفسهم على الحق

- ‌التباين في بناء النفس

- ‌سعد بن الربيع بناء ثابت

- ‌الزهري لا تغيره محنة أو منحة

- ‌يوسف عليه السلام الثبات بكل معانيه

- ‌الإمام أحمد ذهب أحمر

- ‌العز بن عبد السلام الإباء والاستعلاء

- ‌بناء النفس يظهر في الفتن

- ‌محمد بن عاصم وبذله من أجل العقيدة

- ‌الصنف الثاني: بنوا أنفسهم على شفا جرف هار

- ‌ملك غسان وبناؤه المنهار

- ‌أسباب بناء النفس

- ‌من عوامل بناء النفس

- ‌من عوامل البناء التقرب إلى الله بما يحب

- ‌من عوامل بناء النفس المجاهدة

- ‌علامات الإخلاص

- ‌من عوامل بناء النفس: محاسبة النفس محاسبة دقيقة

- ‌من عوامل بناء النفس: طلب العلم

- ‌بناء العلماء لطلابهم

- ‌الوقوف على أخبار العلماء

- ‌فائدة أخبار العلماء

- ‌تنبيهات لكل داعية

- ‌من عوامل بناء النفس: المداومة على العمل وإن قل

- ‌من عوامل بناء النفس: مجالسة الصالحين

- ‌من عوامل بناء النفس: التفرغ للعبادة

- ‌من عوامل بناء النفس: الدعاء

- ‌من عوامل بناء النفس: تدبر كتاب الله تعالى

- ‌إساءة الظن بالنفس

الفصل: ‌الصنف الثاني: بنوا أنفسهم على شفا جرف هار

‌الصنف الثاني: بنوا أنفسهم على شفا جرف هار

أما الصنف الثاني: فأسَّس بنيانه على شفا جُرُف هارٍ، يعبد الله على حرف، إن أصابه خير اطمأنَّ به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، يذوب أمام المحنة فلا يتماسك، يلعب بعواطفه الخبر البسيط فلا يثبت، يطير فؤاده للنبأ الخفيف فلا يسكن، فؤاده هواه، يعيش موزعاً بين همِّ حياة حاضر ومفاجآت تنتظر، لا تطمئن لقوله، ولا تثق في تصرفاته، بصره زائغ، عقله فارغ، أفكاره تائهة، مغلوب على أمره، لا ينفع في ريادة ولا يُعتمَد عليه في ساقة، جبان مفتون فرَّار غرَّار.

يوماً يمانٍ إذا لاقاه ذو يمنٍ وإن تلقى معديّاً فعدناني

مثل هذا كالشجرة لا جذور لها ولا ثمرة، لا تثبت أمام الريح، ولا تقوى على مقاومة الآفات، أو كالبناء بلا أساس، سرعان ما يخر سقفه على من فيه، فهو قلق بائس متردد، تعصف به الفتن، وتدمره المِحَن، إن عذلته لم يرعوِ، إن خاطبته لم يفهم.

ومن البلية عدل من لا يرعوي عن غيِّه وخطاب من لا يفهم

إن المؤمن ليقف شامخاً وهو يرى مثل هذا الصنف البائس، وقد غرق في شهواته الهابطة، وفي نزواته الخليعة السافلة يَعُبُّ منها، لكنها حكمة الله البالغة، التي أرادت أن يقف الإيمان مُجرَّداً من الزينة والطلاء، عاطلاً عن عوامل الإغراء، لا هتاف لذة، ولا دغدغة شهوة، وإنما هو الجهد ليقبل عليه من يقبل وهو على يقين أنه يريد الله والدار الآخرة، ولينصرف عنه من يبتغي المطامع والمنافع الدنيوية، ومن يشتهي الزينة ويطلب المتاع؛ ليحيا من حيَّ عن بينه ويهلك من هلك عن بينة.

ص: 11