الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* وقال أبو العلاء المعَري مُلغزًا في (ال) التي للتعريف:
وَخِلَّيْن مقرونين لَمَّا تعاونا
…
أزالا قُصَيا في المحلِّ بعيدَا
وينفيهما إن أحدث الدهرُ دولةً
…
كما جعلاه في الديارِ طَريدَا
وقال الشيخ شمس الدين بن الصائغ ملغزًا في (إلا) التي للاستثناء:
مَا لَفظ رَفع المجَاز وقَرره
…
وَهو مُتضحٌ لمنْ تَدَبره
قال في (شرحه): أما كون (إلا) ترفع المجاز فإن القائل قام القوم إلا زيدًا كان قبل إخراج زيد يحتمل إخراج جماعة، فإخراج زيد فيه أفاد إبقاء اللفظ على العموم الذي هو حقيقة اللفظ، مع أن إخراج زيد فيه استعمال مجاز في القوم لكونه إخراج بعضه، فهذه الأداة حصلت مجازًا ورفعت مجازًا - انتهى.
قال بعضهم:
سلمْ على شيخ النحاةِ وقل له
…
هَذا سؤالٌ من يجبه يعظَّم
أنا إن شككتَ وجدتمونى جازما
…
وإذا جزمتُ فإننى لم أجزم
جوابه:
هذا سؤالٌ غامض في كلمتي
…
شرطٍ وإن وإذا مُراد مكلمى
(إن) إن نطقت بها فإنك جازم
…
(وإذا) إذا تَأتى بِها لم تجزمِ
وَإذا لما جَزم الفتى بوقوعِه
…
بخلافِ إنْ فافهم أخي وفهم
ألغاز لابن الشجري:
قال أبو السعادات ابن الشجري في المجلس الخامس والستين من (أماليه).
هذه الأبيات ألغاز سُئلت عنها:
اسمعْ أبا الأزهر ما أقولُ
…
عليك فِيما نابنَا التَّعويلُ
مسئلة أغفَلهَا الخليلُ
…
يرفعُ فيها الفاعلَ المفعولُ
ويضْمر الوافر والطويل
فأجبت بأن الإضمار من الألقاب العروضية والنحوية، فهل في العروض لقب زحاف يقع في البحر المسمى الكامل، وهو أن يسكن الحرف الثاني من (متَفاعلن) فيصير (متْفاعلن) فينقل إلى (مستفعلن) والبحران الملقبان (الطويل) و (الوافر) ليس الإضمار من ألقاب زحافهما.
والإضمار في النحو أن يعود ضمير إلى متكلم أو مخاطب أو غائب كقوله في إعادة الضمير إلى الغائب زيد قام وبشر لقيته وبكر مررت به.
فهذا هو الإضمار الذي أراده بقوله ويضمر الوافر والطويل، لا الإضمار الذي هو زحاف.
وقد وضعت في الجواب عن هذا السؤال كلامًا يجمع إضمار الطويل والوافر ورفع المفعول للفاعل، وهو قولك "ظننتُ زيدًا الطويلَ حاضر أبوه"، "وحسبت عَمرا الوافر العقل مقيما أخوه"، فقولك حاضرًا ومقيمًا مفعولا لظننت وحسبت، وقد ارتفع بهما أبوه وأخوه كما يرتفعان بالفعل، لو قلت "يحضر أبوه ويقيم أخوه"، والهاء في قولك أبوه ضمير الطويل، والهاء في قولك أخوه ضمير الوافر، فقد أضمرت هذين الاسمين بإعادتك إليهما هذين الضميرين.