المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقدمة بين يدي موضوع العلم والدعوة - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٥

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌العلم والدعوة

- ‌مقدمة بين يدي موضوع العلم والدعوة

- ‌ملامح في منهجية العلم

- ‌طلب العلم العيني والكفائي وضوابطهما

- ‌ضرورة التنوع والتوزع في العلوم الشرعية الكفائية

- ‌ضرورة القدرة والتأهل وأهميتهما لطالب العلم الشرعي

- ‌أهمية الحفظ والضبط والفهم لطالب العلم

- ‌أهمية الفهم والاستنباط لطالب العلم

- ‌أهمية التأسيس والتدرج لطالب العلم

- ‌أهمية الجدية والهمة لطالب العلم

- ‌أهمية الاجتهاد والتورع لطالب العلم

- ‌أهمية المواصلة والاستمرار لطالب العلم

- ‌أهمية الأخذ والتلقي لطالب العلم

- ‌ضرورة معرفة ارتباط العلم بالدعوة

- ‌عدم التعارض بين الداعية وطالب العلم

- ‌ضرورة معرفة الحاجة الملحة للداعية وطالب العلم

- ‌الآثار المترتبة على النظرات القاسية وردود الأفعال الشديدة

- ‌ضرورة استصحاب طالب العلم للاستدراك المتدرج

- ‌أهمية معرفة قدرات الناس في تحصيل العلوم ومعرفة الفوارق

- ‌ضرورة التكامل بين أصناف الناس في جانب العلم والدعوة

الفصل: ‌مقدمة بين يدي موضوع العلم والدعوة

‌مقدمة بين يدي موضوع العلم والدعوة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وسار على هديه واتبع سنته.

وبعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، هذا بحمد الله تعالى هو الدرس الثاني والستون وعنوانه: العلم والدعوة، وينعقد في يوم الجمعة الموافق للخامس والعشرين من شهر شوال عام (1413هـ) ولهذا الموضوع قصة أذكرها قبل ذكر نقاط هذا الموضوع، فقد دعيت مرة للمشاركة في برنامج مفتوح للتوعية الإسلامية في الجامعة، وكان المنظمون قد اختاروا اجتهاداً منهم عنواناً متعلقاً بالدعوة، وعندما حضرت إلى اللقاء كان عدد الحاضرين ربما لم يتجاوزوا عشرة أشخاص، وفي غالب الظن يتصور أن مثل هذا العدد قد يضعف العزم على الحديث أو الحماسة فيه أو الإتقان له، غير أني والحمد لله رأيت أن في هذا خيراً؛ إذ عندما يقل السامعون يتوجه الخطاب بشكل أكثر مباشرة، ويكون الاستيعاب والسؤال والجواب وما يتعلق بذلك أكثر تركيزاً وعمقاً، وعنَّ لي في ذلك المجلس أن أتحدث عن العلم من خلال الواقع الذي يعيشه جيل الصحوة على وجه الخصوص، ومن غير تحضير مسبق ولا إعداد مادة ترسلت في الحديث، الذي كنت أظنه كلمة عابرة لا تتجاوز عشر دقائق أو ربع ساعة حتى أذن العشاء ولما نفرغ من الحديث بعد، وكان حديثاً طيباً بحمد الله سبحانه وتعالى، واتفق أن دعيت في اليوم الذي يليه إلى القاعدة البحرية من خلال دعوة من الشئون الدينية فيها، فكان الموضوع لا يزال عالقاً بالذهن فأعدته عليهم فترسخ أكثر ثم دعيت في أول هذا الشهر إلى لقاء ضم عدداً من الإخوة الدارسين في مجالات العلوم والهندسة من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكان من ضمن ما ذكروا من الأسئلة والإشكالات في ذلك اللقاء ما يتعلق بالعلم والدعوة إذ هم منشغلون متفرغون لتلك العلوم التي سجلوا فيها وتخصصوا فيها من هندسة أو كيمياء أو فيزياء أو اتصالات أو غير ذلك، وعندهم شوق لطلب العلم الشرعي، وقد لا يستطيعون الجمع بينهما، ثم كان هناك نظرات يستفسرون عنها، فمن طالب علم قد بذل جهداً ووقتاً كبيراً في طلب العلم ينظر إلى من يشتغل بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نظرة فيها شيء من الازدراء والاحتقار باعتبار أنه لم ينل حظه من العلم مثل ما نال، وآخر مشتغل بالدعوة بما عنده من يسير العلم ينظر إلى من أكب على حلق العلم ودروسه وشغل بحفظ المتون وغير ذلك نظرة يرى أنه قد تخلف بها عن واجب كان أولى به أن ينخرط في سلك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن هنا كانت مسألة العلم والدعوة وارتباطهما مسألة مطروحة في الساحة بين الشباب، فرأيت أن أستحضر ما سلف في تلك اللقاءات والأحاديث، وأن أضم شتات ما ذكرته فيهما، ثم عدت إلى مراجع وكتب لأؤيد ما كنت قد ذكرته من ذاكرتي ومن خلال ما اجتهدت فيه؛ حتى يكون أدعى إلى التوفيق والقبول والإفادة.

ص: 2