المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نعيم الجنان وصفات أهلها - دروس للشيخ عمر العيد - جـ ٢

[عمر العيد]

فهرس الكتاب

- ‌دروس من سورة الغاشية

- ‌أهمية الوقوف على معاني القرآن

- ‌دلالات وإشارات من سورة الغاشية

- ‌المواضيع التي تحدثت عنها سورة الغاشية

- ‌بيان حديث الغاشية وصفات من تغشاهم

- ‌معنى قوله تعالى: (عاملة ناصبة)

- ‌معنى قوله تعالى: (تصلى ناراً حامية)

- ‌معنى قوله تعالى: (تسقى من عين آنية)

- ‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

- ‌من صفات النار وأهلها

- ‌وقفات للنجاة من النار

- ‌نعيم الجنان وصفات أهلها

- ‌علو الجنة ودنو ثمارها

- ‌عيون الجنة وأنهارها وسررها وفرشها

- ‌عامة أهل الجنة وأول من تفتح له

- ‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

- ‌أمور تتعلق بالجنة والاستعداد لها

- ‌نظرة في الآيات الكونية في سورة الغاشية

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الجبال كيف نصبت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الأرض كيف سطحت)

- ‌النظر في آيات الله الكونية

- ‌مهمة الداعية وضرورة ثبوته على منهجه

- ‌مهمة الداعية وأهمية الدعوة

- ‌ما يجب أن يكون عليه الداعية

- ‌عاقبة من تولى وكفر

الفصل: ‌نعيم الجنان وصفات أهلها

‌نعيم الجنان وصفات أهلها

يقول الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} [الغاشية:8] وعلم من السياق أن هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن الوجوه الأولى هي الوجوه المكذبة بمحمد صلى الله عليه وسلم، والوجوه الثانية هي وجوه المؤمنين الصادقين الذين يتبعون منهجه ويتبعون ما كان عليه صلى الله عليه وسلم في كل صغير وكبير، وتأتي تلك الوجوه ناعمة من اللين والبهجة والحسن، جرت عليهم نضرة النعيم فنضرت أبدانهم، ونضرت وجوههم، وأصبحوا في كل جانب على سرور وراحةٍ وطمأنينة.

وسبحان الله! لماذا نضرت تلك الوجوه؟! لأنها ناعمة لسعيها راضية، ولأنها عملت بالطاعة في هذه الحياة الدنيا.

وأقول لكل مسلم: إنك إن توفق لطاعة الله تعالى، ويفتح لك عمل من أعمال الخير؛ من حفظٍ لكتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو الدعوة إلى الله تعالى، أو أمر الناس بكل خير، أو مجالسة الأخيار، أو محبة سنة محمد صلى الله عليه وسلم، أو قيام الليل، أو غيرها، فسل ربك أن يعينك على هذا العمل إلى أن تلقاه، وسل ربك أن يرضيك.

قال تعالى: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} [الغاشية:9] ؛ لأنها تعبت في الدنيا وعملت بطاعة ربها فرضيت يوم القيامة كامل الرضا، والسبب: لأنها سترى حسنات عظيمات، والله وعد أولياءه في غير ما آية بكل عمل يجدونه:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه} [الزلزلة:7] بخلاف الطائفة الأخرى فإنها ليست راضية، والرضا ضد السخط.

إذاً: هي حامدة لما سعته في الدنيا من العمل بامتثال أمر الله، وامتثال أمر رسوله صلى الله عليه وسلم.

ص: 12