المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) - دروس للشيخ عمر العيد - جـ ٢

[عمر العيد]

فهرس الكتاب

- ‌دروس من سورة الغاشية

- ‌أهمية الوقوف على معاني القرآن

- ‌دلالات وإشارات من سورة الغاشية

- ‌المواضيع التي تحدثت عنها سورة الغاشية

- ‌بيان حديث الغاشية وصفات من تغشاهم

- ‌معنى قوله تعالى: (عاملة ناصبة)

- ‌معنى قوله تعالى: (تصلى ناراً حامية)

- ‌معنى قوله تعالى: (تسقى من عين آنية)

- ‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

- ‌من صفات النار وأهلها

- ‌وقفات للنجاة من النار

- ‌نعيم الجنان وصفات أهلها

- ‌علو الجنة ودنو ثمارها

- ‌عيون الجنة وأنهارها وسررها وفرشها

- ‌عامة أهل الجنة وأول من تفتح له

- ‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

- ‌أمور تتعلق بالجنة والاستعداد لها

- ‌نظرة في الآيات الكونية في سورة الغاشية

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الجبال كيف نصبت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الأرض كيف سطحت)

- ‌النظر في آيات الله الكونية

- ‌مهمة الداعية وضرورة ثبوته على منهجه

- ‌مهمة الداعية وأهمية الدعوة

- ‌ما يجب أن يكون عليه الداعية

- ‌عاقبة من تولى وكفر

الفصل: ‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

ثم ننتقل إلى العنصر الثاني: يقول الله: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية:17] وسبحان الله! المخاطب بها العرب، وكانت إبل العرب لها في أنفسهم منزلة عظيمة، وكانوا أهل إبل، ويفتخر أحدهم بها، بل إن أشعارهم تكون مضمنة بمدح الإبل ووصفها، والسبب: لأنها من كرائم أموالهم، وهي من أحب النعم إليهم، ولهذا يشترون بها ويبيعون ويجاهدون عليها إلى غير ذلك، والله ذكر هذه الأشياء:{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ} [الغاشية:17] كأنه خطاب لأولئك أصحاب الوجوه الخاشعة التي عملت، لم لا ينظرون إلى آيات الله في الكون فتكون تلك الآيات سبباً لإسلامهم واستقامتهم على دين الله تعالى، يقول القرطبي: قال المفسرون: لما ذكر الله أمر أهل الدارين تعجب الكفار من ذلك فكذبوا وأنكروا ذلك، فذكرهم الله قدرته التامة، وأنه القادر على كل شيء، ذكر لهم الإبل؛ لأن فيها خصائص عجيبة؛ أولاً: لأنها من الحيوانات المنتشرة في جزيرة العرب، ولهذا يسمونها سفينة الصحراء، ففي البحر سفن وفي الرمال سفن.

ولأنها أعظم المخلوقات عندهم.

ولأنها كذلك مذللة مع عظم خلقها، يأتي الطفل الصغير ويأخذ بخطامها فتبرك إلى الأرض، ثم يقيموها ويحملون عليها.

ولأنها تصبر على المشقة فتبقى عشرة أيام أو أكثر لا تحتاج إلى الماء، وتحمل أثقالهم.

ولأنها ترعى أغلب الأعشاب في هذه الجزيرة.

وسبحان الله! لما خلق الله الحيوانات جعلها مصنفةً: طائفة منها تؤكل، وطائفة يشرب درها، وطائفة يحمل عليها، وطائفة للزينة والجمال.

والإبل جمعت ذلك كله؛ نأكل لحمها، ونشرب لبنها، ونحمل عليها، ونتجمل بها ونفتخر، وتصبح من الأموال، ولذلك يقول الله:{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية:17] إنها من المخلوقات العظيمة، فهو استفهام إنكاري، ينكر الله عليهم لم لا ينظرون إلى دقائق صنع الله؟!! وليس النظر المقصود هنا نظر العين فإن الكافر والمسلم والكبير والصغير ينظرون، وإنما يقصد به النظر المفيد للاعتبار، ذلك النظر الذي يُؤْثر الإيمان والصلاح في القلب، وهذا هو الذي يستفاد منه في هذا النظر.

ص: 16